يَسْكُن إِلَيْهَا ، يَسْرد لعيونها الْحَبّ ويتباهي بِجَمال الْوُجُودِ فِي نَظَرْتُهَا ، ينتابني الذُّعْر
أَجْهَر :

أَيْن أَنَا يَا أُبَيّ ؟ ! مِنْ كُلِّ ذَلِكَ .

تَزْدَاد الرِّيح وينجرف التَّيَّار ، يتمسكا بِبَعْضِهِمَا وَسَط الزُّبْد ؛ تترنح بِهِمَا الْأَمْوَاج ، تتملكني الْغَيْرَة ويجمهر قَلْبِي زاعقا :

بِاَللَّهِ عَلَيْك يَا أُبَيّ أَنَا هُنَا .

يُخْتَصَر الزَّمَن الْمَسَافَات ، يجرخا سَوِيًّا مِنْ لَبَّ الْبَحْر ، يَمُرُّون بهيئتي مُرُور الْكِرَام ، اِشْتَم رَحِيقٌ أُمِّي ونضوج الرُّمَّان بِحَدِيقَة وَجْهِهَا واتعرف عَلِيّ قَنَاعَةٌ أَبِي فِي عَطَاءِ الْحَبّ ، كُلِّ الْعَالَمِ مُحِبٌّ ، سَقَط اسْمِي مِن رَمْزِيَّة الْوُجُود ، وَصَنَّف اخْتِيَارِيّ وَحَيْدَة مُجَرَّدَةً مِنْ الذَّكَرِ .

حَنَانٌ مُتَضَاعِفٌ ، ضحكات متواصلة ، أَوْقَات سَعِيدَة ، وَأَنَا هُنَا قَبْلَ الْبَحْر ، تتجمع الذِّكْرِيّ وتنفك ، يتماسك السَّرَاب ويطيح النُّور بالتلاشي ، اصرخ وَاقْبِض عَلِيّ الْهَوَاء :

بِاَللَّهِ عَلَيْك يَا أُبَيّ لَا تَهْرَبُ .

تُقَنِّعَنِي جَدَّتِي الَّتِي لَمْ تَغْرُبْ عَنِّي لَحْظَة :

كَان رَحِيل أُمِّي نَاتِجٌ الْمَرَض ، لَيْسَ لِأَبِي عِلاقَة بالكدمات وَالْجُرُوح الَّتِي مَاتَتْ عَلِيّ أَثَرُهَا .

يَتَجَسَّد الْحُضُورُ مِنْ الْمَارَّةِ ، بِنَظَرَات السُّخْرِيَة وَالشَّفَقَة بِحَالِي ، عِنْدَمَا أَحْمِل صُورَة أَبِي الَّوْح بِهَا لِلْأُفُق مِنْ هَذَا ؟ !

تَرِبَت جَدَّتِي بمكنبي ، عِنْدَمَا تَرَانِي بجسدي النَّحِيل اِرْتَعَش ، كِيان هَزِيلٌ مستلقي يَسْتَسْلِم لِلْعَالِم فَوْقَ كُرْسِيٍّ مُتَحَرِّك .



Share To: