قمر متكسر على مريانا المتكسرة ...
وظل مقطوع في بساتين التين امام غروب الشمس
غصن الزيتون يبكي ظله المائل من شدة الانحناء
من تحته سيل جارف يمر على الاخضر واليابس
يجرف مساءاتنا العطشى
وحاضرنا المتخن بالجراح
صفصافة هنا وشجرة اللوز تبكي
خريفا جاء على حين غرة
وهدا القمح المالح في بلاد الغرباء
والبحر يسير على مهل وامواجه تتراقص
على ايقاع موسيقى موزار
والدمع يميل الى الملوحة
على جدران لوحة جدارية تبكي حظها العاثر
بين اللوحات الفاقعة الالوان
والان ...الان وانت تطل من نافدة
تبدو مجهرية في هدا الكون الفسيح
رمقت عيناك عش حمامة فوق انف غزالة
ما عساك ان تقول وما جدوى الكلام
للتعبير عن هدا المشهد الغير المألوف
كيف للسائل ان يبني حيرته على اجابة لا تشفي الغليل
وكيف للعاشق ان يحمل وردة
لا تتير شهية الحبيب
سئلت عنك بين خطوط الطول والعرض ولا جواب
لا رسالة منك تنير طريق التائهين
انت الغائب الحاضر بيننا
دون ان ندري مايجري
انت عشقنا الممتد من اخمص القدم
حتى اعلى الرأس
نور قمر ابريل يطيح بنظرياتنا الحالكة والغامضة
وشمس الافق الفسيح تزلزل تكنات جيش هرقل
يا موج البحر تهادى قليلا دعنا ننهي ما بدأناه للتو
سايرنا في ايقاع موسيقانا البديئة في زمن فيروز
فنحن مساكين هدا الزمن الحلزوني
فقدنا الدوق والطعم واللون وكل شيء كل شيء
اي شيء هدا يعوضنا سماءا فقدناها
اي شيء هدا يعوضنا مجدا اضاعناه
في دروب البحت عن مجد مزيف
اي شيء هدا يتيح لنا فرصة التنفس تحت ماء عدب
يا ايها الرعد المدوي بين سماء ليلنا البهيم
تمهل تمهل فمهما يكون من جفاء
سنبقى هنا متمترسين هنا باقون
ما بقي بيننا من حنظل وزعتر
سل عنا طابور العاشقين
سيقولون انك تضيع وقتك في السديم
واننا املينا شروط قاسية على الغريب
هنا والان وغدا سنردد مع انكيد اننا سنزيل طوق الحمام
ونغرد مع النسور هده ارضنا وهدا بحرنا
وهدا فضائنا والسماء سمائنا وملح الارض لنا
وقمحنا البني لازال في حقولنا
والفحم لنا ولوننا القمحي لوننا ....
يا صاحبي افرش طريق القادمين
من سحاب الجنوب ورودا وزنابق
وامهلهم كي يظهروا زينتهم ومقامهم البهي
فانت المقدم والمهدب والمتيم والميتم
وانت الممتن لسيرة االاجيال نسلا يمضي نسلا يجيء......
Post A Comment: