في آخر أطراف القرية ، مكان معزول ، كان يجلس العجوز في كوخه الفقير ، لا يعرف الناس ماذا يفعل ، تقول الأقاويل أنهم كانوا يسمعون صلوات وترانيم تتلى طوال الليل ، خرج ذات مرة من كوخه ، رآه أحد المارة ينظر إلى السماء ثم يدخل الكوخ مرة أخرى … مرت السنوات ، ولا أحد يفهم ما يحدث داخل الكوخ ، لكن العجوز خرج في ليلة أخرى ، رأوه يسقي كلباً بعض الماء ، ويضع الحبوب للعصافير المهاجرة ، ثم يدخل كوخه ، يواصل الترانيم والصلوات ، لا يكلم أحداً ، لا يعرف أحداً ، كل القرية تشكو نقص الماء والزرع ، إلا أمام كوخه .. موفور الزرع والماء ، من هو .. لا أحد يعلم. … خرج من كوخه في ليلة ظلماء ، رأوه يحمل فأساً فوق كتفه ، نظر إلى السماء ، رفع الفأس عالياً ، صرخ ، إنقض بكل مايملك من قوة على الأرض ، شق حفرة ، إنفجر الماء وسط ذهول ودهشة أهل القرية ، ثم سقط على الأرض ميتاً ، … والكوخ ما زال يغمره تعلو فيه أصوات الصلوات والترنيمات !!!






Share To: