عن الزهوٍ والحبِّ يكتبُ الشعراء
عن الحنين والندم والشقاء
عن الآلهة وأنصاف الآلهة والأبطال
عن كلِّ شيءٍ يكتبون
وانا أذهبُ للوحدة
أصارحُ نفسي بخساراتي
وخذلان الكواكب للضياء
أعرِّجُ على متعي البسيطة في تأمل الخريف
واحْمِرارِ قُرصِ الشمسِ وقتَ الغروب
أفكرُ في جدوى الحياة
ومقايضةِ الزمنِ بكتابة بعض القصائد
أتأملُ ضياعَ العمرِ في مصادقةِ الحبر والحروف
والبحثِ عن كتابةٍ تبتكرُ لذاتِها الماءَ والشجرَ والغابة.
عن كلِّ شيء يكتب الشعراء
وأنا لا أجدُ لغةً تطيرُ في الأعالي
تخاتلُ الجمودَ والجموعَ
تَرفعُ الظلمَ عن المظلومين
والجبنَ عن الضعفاء
ولا أجدُ لغةً تزيلُ الخوفَ من قلب الحجارة
تُوقِفُ نزفَ دمِ الأرضِ
تفتكُ بالشرِّ والعدوان...
ها أنا ذا وحدي
أشعلُ سراج البلاغة
أحرقُ حطب الكلام
أقترحُ على نفسي بعضَ قَطراتِ العَسَل
وحبيباتِ الزبيب الأحمر
وأتأملُ الفراغ
ما الذي يجمع النورَ والعَتمة
الشرَّ والطيبة
الخوفَ والإيمان
ما الذي يحرق البخور
لتظلَّ يدُ الساحرِ طليقةً
ويدُ الحاكمِ طليقة
ويدُ التاجر طليقة
وجناحُ الحكمة ناقصًا
والسعادةُ ثمرةً يابسةً.
Post A Comment: