الذين عبروا الصحراء
ولم يحدّقوا في اخضرار العشب
ولم ينتبهوا للسهم
حين صعد حدقة العين
ولم ينطلق.
الذين عبروا وكان عبورهم
جرحا قديما
داسوا عليه؛ لأن جاذبيّةً
قادت خطوهم
إلى أعرافه وتقاليده.
الذين عبروا
وما تطايرَ من ثقل اهتزاز رواحلهم
رمادُ الحقيقة
ولأن جمرها لم يحرق
أطراف أصابعهم
كانوا يقبضون على خطام نوقهم
وكأنّهم يقبضون على كنز الله
المدفون تحت العرش.
الذين عبروا، وقبل أن يعبروا
من دمائهم،
أطلقوا الأشجار اليابسة
ولم يقطعوا جذورها
عن الأنفاس.
أبرقوا للصهيل
أن يمضي للحرب
ليرفع عن صراخهم
حجر القسوة
وينبّه الآبار عن غفوتها
كلما أراد الماء
أن يرتفع بدونه.
الذين عبروا
بعدما نفضوا الصحراء
عن كل حكاية
لا تنبض
هاهم يدلون حبالهم
من سقف النهار
ويلتقطون الشمس
قبل أن تغطس في بحر
حياتهم المعتم.
Post A Comment: