أمى إمرأة ذكية فكثيرا ماكانت تتفاخر بذكائها وبرغم أنها جميلة جدا إلا أنها دائما ترى أن رأس مالها في عقلها  فكثيرا ما كانت تقول لى أن الجميلات كثير و من يتصنعن الجمال أكثر و لكن من لديهم عقل و ذكاء فهم قليلون جدا لأن المرأة في مجتمعنا تربت أن الرجل يريدها جميلة ولا يريدها ذكية بل لو أظهرت ذكائها يكاد يفتعل المشاكل بسبب هذا
و لكنها لم تخشى يوما أن تظهر جمال عقلها و تفكيرها لأنه ما يميزها، فخاضت  معارك كثيرة مع من حولها حتى لا تصبح مثلهم
و كانت أمي تثرثر معي كثيرا و كنت أحب كلامها و أؤمن به لأنها كانت تثير إعجابي و لديها أسلوب في الإقناع لا يستطيع أحد أن يضاهيها فيه فلعل هذا ما جعلها تمتهن المحاماة و هي من أكثر المحامين شهرة في وقتنا هذا
لا أنكر أنها أيضا ربة منزل متميزه فأنا دائما أوصفها بأنها سوبر ماما لأنها دائما تعمل و تنجح في جميع ما تعمله
.فكثيرا ما تمنيت أن أكون مثلها عندما أكبر فهي نعم القدوة
وأبي شخص حنون يقدر أمي جيدا و ما تفعله و لكن نادرا ما تبقى السعادة إلى النهاية فداخل كل باب مقفل حكاية من الصبر و الألم
فعندما كنت في مرحلة المراهقة و ما زالت أمي في طريقها بدأ مَن حول أبي يدسون السم في أُذنه بحجة أنهم يخافون عليه ، و يدفعونه للزواج من إمرأة أخرى حتى يثير غيرة أمي و يجعلها تفكر فيه فقط كباقي السيدات اللائى إعتادوا عليهن وأقحموا في أفكاره أنه من يعطيها الحرية الزائدة و يجب أن تكون خاضعة له تماما، فكانت فكرتهم أنه لا يكسر المرأة إلا إمرأة مثلها
و بدأ أبي بالتقدم لفتاة تصغر أمي ليست بكثير و لكنها لم يسبق لها الزواج فيبدو عليها أنها أصغر منها، و أحسست أن أبي فرح بما يحدث و ربما  ما يسموه حلاوة البدايات أو نوع من أنواع كسر الروتين لأبي
حاولت معه كثيرا أن يتراجع عن هدم بيتنا لأن لا يوجد ما يستحق ذلك فأمي إمرأة جميلة محافظة على أنوثتها و تعامله أفضل معاملة فلما الزواج بالثانيه؟ فنظر لي بكل غضب وقال سأتزوج من ثانية لأن أمك لا تعرف كيف تربيكي لكي تتحدثي مع أباكِ
ماذا فعلت إذا ولما كل هذه الثورة من أبي على أمي، صدق من قال أن الزن على الودان أمر من السحر
في وسط هذه الأجواء وجدت أمي كما إعتدها قويه لا تنكسر مهما إشتدت عليها الريح
فقلت لها ألا تغضبي من أبي
فقالت (أنا أغضب من السنين التي مرت دون أن تعلمه أن لا يفرط في الغالي من أجل الرخيص
و لكن هذا ما حدث وأنا يجب أن يكون لي تصرف فأنا لست من اللائي يبكون بجوار الحائط لأنني أعرف أن لا ذنب لي في ما يحدث) 
و مرت أيام قاسية علىّ لما أشاهده من تفكك لأسرتي إلى أن تزوج أبي و لم يكتفى بذلك بل إستأجر لزوجته الجديدة شقة في نفس شارعنا بحجة أن يكون بجانبنا و لكن في الحقيقة أنه كان يحاول إثارة غضب أمي التي كانت تتحكم تماما في نفسها و لم أدرك كيف أستطاعت ذلك
و عند النزول او الرجوع للمنزل كثيرا ما كنا نقابل زوجة أبي التي كانت لا تستوصى بإثارة غضب أمي
و إعتدنا هذا الحال إلى أن طلبت أمي الطلاق من أبي و لكنه رفض تماما طلبها، فقامت برفع دعوه خلع على أبي و نجحت في خلع نفسها
مما زاد أبي غضبا و في نفس التوقيت زادت مشاكل أبي مع زوجته الجديدة و كل يوم كنا نصبح على صوتهم و هم يتشاجران
إلى أن جائت أمي يوماً تقول لي أنها ستتزوج برجل محترم معها في العمل كان معجب بها من زمن ولكن لأنها كانت متزوجة كان يستحي أن يظهر ذلك إلى أن حانت له الفرصه فتقدم للزواج منها
لا أستطيع وصف ما أحسست به عند سماعي هذه الكلمات من أمي ولا ألوم غير أبي الذي هدم كل شئ جميل، و تزوجت أمي في نفس اليوم الذى طلق فيه أبي زوجته الثانية و لكن بعد فوات الأوان و مات حب أبي في قلب أمي
و عاشت أمي مع زوجها الجديد في حب و كان يهتم بي كإبنته و لكنه ليس أبي الحقيقي الذي كنت أعشق الحديث معه و أجرى عليه في لحظات إحتياجي في أي وقت 
نعم مازلت أرى أبي ولكن تحت مواعيد متفق عليها
وحملت أمي من زوجها الجديد و ظهرت لي أخت جميلة الملامح تشبه أمي كثيرا
و ظلت حياتي بين أمي وأبي الذي لا ينتهي الندم في عينه إلى الآن و لكنها حياة و يجب أن تمر مثل الساعة ولا يمكن إسترجاع عقاربها مرة أخرى إلى الوراء أو إستعادة أحداثها و إصلاح أخطائنا فأنا الآن أحيا حياة كريمة ولكن أشعر أني أدفع ثمن غلطة ليس لى يد.ٍفيها.. 



Share To: