أُريدُ أنْ أصنع تمثالا، لا للموت؛ بل للرغبةِ فيه
أُريدُ أنْ أطفئ النور، وأسدلَ الستار على عصر البهلواناتِ
الخاسرين الذاهبين إلى تفاهةِ الخطواتِ
والضحكِ الأصفر. 

وحيدا أفرق بين العربة والطين،
 وألقي نظرة الوداع على حلم برومثيوس الإنسان. 

ما الفتوةُ؛ لنخسر عشرين عاما في التعرُّفِ عليها
 وخمسةً وعشرينَ أخرى في رثائها؟ 
وهل الأرضُ
ترقصُ نيابة عنا لتحرر الجدران من أخطبوطاتنا؟

من يدفع هذا الحشد الساقط كالتنين على ضوء عيني؟
..............
.............
دعيك خارج السور والحلبة، 
دعيك خارج الفكر.. 
وإذا كان ممكنا اعترفي بعيدا عن الجميع، 
اعترفي:
من ذبح الوردةَ،
هل الكائن أم حيلة الطبيعة
وهل اللغةُ تُحرِّرُ الحقيقة؟
.......................
 
اللبوة خارجَ الانشقاقاتِ تُربيها الشمس، 
ولا يعرف هذا سوى الفضاء
هذه هي الفضيحة.
 فهل أنت جدير بها أيها العبد ؟

من الذي يدفع الرغبة لأن تستعير الوردة
وتؤسس تاريخا مزيفا بينهما لا يعنيني؟

لا الرغبة تحذف الشمس ولا الهاوية
الرغبةُ تحذف الرغبة. 

لا تاريخَ للرمل،
للكينونة فقط، 
للأعماق التي ترى رماد السطوح.. 
وماذا بوسعي أن أفعل سوى أنْ أطرد ذباب الذكريات
 عن رأس هذه الأفعى
التي تتلوى خارجَ الكأس؟

..................

تحية للنبع الذي تضفره الشمس إكليلا من الكلمات أيها المنفى.. 
  .........................
.........................

 تدحرجين الصخرة فوق جمرة ننوء بها 
وتدفعين الأيام فوق الغياب.
      
   كيف نحتمل هذه الأيام
فيما اللغة ظلام صخري 
 و معول الشاعر خائن كبير؟
                                                               
لا الموت غريب كما يبدو ولا الأرقام 
ثمة الأمس الذي تكفنه المواربة السوداء  
.....................
....................

ذئاب دون منفى لاتصنع شيئا بحياتها  
والدسائس توريات الظلام . 
...................
.
أعوام تلتها اخرى ولم تعقبها معاول؛
لذلك ظللنا نقطر أطلالا،   
واللغة ذهبت قبلنا بمصائر سمّاها هاملت: التردد، 
بينما فشل رامبو في نجدة الظلام، 
فقلتُ إنه شاعرُ البرق زيت الحياة بظلامه القليل؛ 
لأنّ البرق جفّ في كأسه السوداء، 
فمات المجنون من شحة البرق، 
بَقِيَ بلا عصا واستمرّت العربة بكل طينها..
.............
............. 

إخصاءات الخيول شاهدتها،
امتلأت بظلام الغرف المتكوّرة على نحلها الميت.
سال الصدأ على عيني من القضبان؛
فصنعت منه مسرحا دائريا وأبطالا ضحايا لعصر مقبل أو للعصور الأوسطية،
وبَقيتُ مُحتفظا بليلٍ طويلٍ وجَمَلٍ رشيق؛ من أجل اللغة. 
..............
..............

من يفرق بينها وبين الحياة 
هل الموت العتيد 
هل الصيف  الثقيل أم العبدُ الأنيق ؟

..................
...................

تدهسُ الجملة فراغ البياض، 
وعما قليل سيأتي الزائرون 
 يتعرفون على موتهم بعد خمسين ليلةً
أو عشرين عاما

..............
..............

تبقى الخشبة قائمة على هذا المسرح الأحمر
يبقى الشخوص بلا عيون، 
وتبقى اللغة تنزف أطلالا ومواكب ذاهبة إلى جحيم قديم.. 
يبقى الذهنُ:
خارج هذهِ الوردةَ
خارج هذه الرغبة الشائهة.



Share To: