كنا صغارا نلهوا تحت
 ظل اشجار النخيل،
و حولنا جداول مياه السقي
 ونسمع هديل  الحمام البري 

وتعلو اصواتنا وضحكاتنا الساخرة
 ونحن نعدوا باتجاه النهر الكبير
وقت الظهيرة،واقدامنا عارية
ومن بعيد نرى الموظفة الوحيدة قادمة

بعد ساعات كثيرة من العمل،وهي  تستقبلنا
بمرح ونحن ننظر الى عيونها الجميلة
وننظر ايضا الى حقيبتها الانيقة،
وتمر اللحظات ونحن مازلنا بقربها

وهي تواصل الدرب الترابي
،الذي على جانبيه نبات الشوك الواخز
انها مدينة الفيحاء التي تذكرتها
،الان برغبة شديدة بعد سنين كثيرة
 
 رغم ان لم يبق لي فيها اي شيء
 سوى ذكريات الطفولة والناس الذين
رحلوا عنها واشجار النخيل الباسقة
ومالكها الشيخ المسن،الذي لم يتنازل

عن حماية نخيله وهو يحاول
 اللحاق بنا و نحن نتركه خلفنا
بعيدا وهو يقف قليلا ربما ليتمنى
 ان تعود به الايام،
 لكن دون امل في ذلك وهكذا يمر
 ،الزمن عليه في مدينة الفيحاء
 دون ان ينتظره ونحن
نقفز في الهواء فرحين بعد ان
احرزنا النصر عليه.



Share To: