.                         عمار خليل دويكات

لقد قدم لنا الشاعر مازن دويكات نموذجاً جميلا، وفكرة جديدة، خرجت عن المألوف نسبياً عن حُمى النشر والكتابة في هذا الزمن.
 أريد أن أقف في قراءتي هذه على ماهيّة التجنيس لهذا الاصدار الأدبي، ولعل هذه الفكرة في الشكل الذي قدمه الشاعر تجعل القارئ أمام إنجاز أولي يحسب للكاتب.
إذن، استطاع الكاتب أن يجعل القارئ أمام شكل جديد من النصوص، إذ يحلّق بنا بجناحيّ الشعر النثر، وهذا يأخذنا إلى فلسفة الشاعر في الجزء الثالث من الكتاب، والذي عنونه "جناحان للحب وثالثهما لا يُرى" ، في هذا الجزء يقدم الشاعر رؤيته في الدمج بين الشعر والنثر، ونحن ندرك أهيمه الشعر ولكن الشاعر يريد لنا ان نتقدم أيضا في فهم أهمية النثر، ولكن أي نثر يريد الشاعر؟.
 هنا يخرج الشاعر من الصورة للتكلم عنه النصوص، وكيف يظهر وجه الشاعر في نصوصه، إذ بإمكاننا أن نحلل شخصية الشاعر/الكاتب من خلال هذه النصوص؛ التي تأخذنا إلى عالم الطبيعة والتي بدورها تمنحنا الحب والسلام والهدوء، وكأني أقف على ما أراده الشاعر من هذا الأسلوب الأدبي الجميل، فالشعر عنده يكون مختزلا مكثفا يحمل الفكرة ناضجة ، ثم يقوم بتقديمها بلغة أكثر اتساعاً، كأن الشاعر ينشطر نصفين من أجل اكتمال لوحته الجديدة التي كانت بعنوان "في ضوء ضفائرها تستحم الينابيع"، ويترك لنا المجال لنا نحن القراء كي نحكم على هذا النص وعلى جنسه وشكله وجماليته.
بعد هذا المرور على الشكل أو التجنيس الأدبي لهذه النصوص، يؤخذك مدى انسجام وانحلال العنوان على النصوص، وكيف استطاع الكاتب أن يجعلك تعيش في حضن الطبيعة سيدة هذه النصوص، فهي الفكرة الناضجة والرسالة الأولى للنصوص، إذن لعل القارئ يصل بكل سهولة إلى المتعة في النص، وإلى الجماليات التصويرية والبصرية في النصوص، وإلى دوافع الكتابة للشاعر، وأرى أن الحاجة للجمال كانت نقطة السيادة في هذا الاصدار الأدبي للشاعر مازن دويكات، إذ أضاف إلى إصداراته إصداراً جديداً أقل ما قال عنه أنه رائعاً.

                          مازن دويكات






Share To: