في ايطاليا وتحديدا في القرن الخامس عشر الميلادي كانت هناك سيدة تدعى (مادونا ليزا دي انتينو)…الشهيرة بالموناليزا وهي الزوجه الثالثة لأحد نبلاء فلورنسا اسمه (فرانسيسكو ديل جيوكاندا)…كان تاجرا للحرير وصديقا للرسام العبقري (ليوناردو دافنشي)…وقد طلب منه أن يرسم لوحه لزوجته كتعبيرا لها عن حبه وعشقه واحترامه…

اخذت اللوحه من دافنشي مدة سبعة سنوات كاملة كي ينتهي من رسمها فلقد بدأها عام 1503 وترك ريشته عام 1510…وخلال فترة رسمها عاني دافنشي اشد المعاناه كي يجعل السيدة الموناليزا تبتسم أو تضحك حتى يقوم بنقل ابتسامتها ألى اللوحه…وقد أرهقه ذلك كثيرا لدجة أنه احضر مهرجا يقوم أمامها بحركات بهلوانيه ليدفعها إلى الضحك…

وذات مرة تزحزحت شفتي الموناليزا في ابتسامه باهتة…كانت تلك التي نقلها دافنشي الي لوحته، لتصبح تلك الابتسامه أحد أشهر الالغاز التي احتار في تفسيرها العلماء والفنانون والأدباء لقرون عديدة…

ويقال إن دافنشي فكر كثيرا في الأسباب التي دفعت تلك المرأة إلى عدم الابتسام أو الضحك ، إلى أن توصل بخبرته العميقه إلى أنها قد أرغمت في زواجها من صديقه النبيل الثري (فرانسيسكو)..وأنها كانت تحب شخصا غيره لكنه توفي بسبب مرض عضال فحزنت عليه تلك السيدة وقررت أن لا تبتسم أو تضحك مرة أخرى طوال حياتها…

وبعد أن انتهى دافنشي من رسم معجزته المحيره تفاجأ بأختفاء التاجر النبيل وزوجته اختفاء تام عن مدينة فلورنسا..كان اختفاء غامض خاصة بعد تنازل السيدة عن اللوحة إلى دافنشي…الأمر الذي أصاب الناس بموجه من القلق والتوتر فكثرت الأقاويل والتفاسير حول هجرة الرجل وزوجته وهناك من برر ذلك بوقوع الرجل في مشاكل مادية متعلقة بتجارته الأمر الذي دفعه الي الهرب…

وهناك من برر بإن الزوجه انتحرت وماتت..لكن لم يعرف اي منهم ماذا حدث بالتحديد؟…
وعلى الجانب الآخر نجد أن دافنشي قد تملكته الحسرة والحيرة على ذلك المجهود الضائع طوال سبع سنوات كاملة أستهلكها في رسم اللوحه..

وفكر كثيرا إلى أن اهتدى ألى حل يريحه فسافر إلى فرنسا عام 1516…وهناك عرض لوحته الغامضة للبيع في أحد المزادات الفنيه…فأشتراها منه الملك فرانسيس الأول ووضعها في القاعة الرئيسية بقصر شاتوفو..

وبعد وفاته نقلت إلى قصر فرساي..وظلت هناك لأعوام عديدة إلى ان أشتعل فتيل الثورة الفرنسية فجاء نابليون الاول ليأخذ اللوحه ويضعها فى غرفة نومه!!!

وطوال السنوات أصبحت لوحة الموناليزا مثار أهتمام العلماء والمفكرين وأخذوا في دراستها وتحليلها وفك شفرتها ومحاولة استنباط تفسير تلك الابتسامة الغريبة التي تعلو شفتيها وتلك النظرة المثيرة التي تسكن عيونها الناعسة…

منهم من قال بأن غرابة اللوحة تعود إلى أبتسامتها الباردة حيث إنها تعكس الحالة النفسية للشخص الناظر إليها…فإذا كنت تنظر إليها وانت سعيد فستجد بأن الموناليزا تبتسم لك في سعادة..وإذا كنت تعيسا كئيب ستجد بأن الموناليزا تنظر لك بحزن شديد وألم!!!!..

وهكذا تكون لوحة الموناليزا هي صورة حية تعكس انطباعاتك الداخليه واحاسيسك النفسية..
وأصبح للوحة أنصار ومعارضون…

هناك من يرى بأن دافنشي قد رسم لوحته من فراغ..وبأن الحكايات المتناثرة عن السيدة الموناليزا وزوجها النبيل كلها حكايات خيالية لم تحدث من الأساس، وانما استوحاها دافنشي من وجه فتاة ليل عجبته فقام برسمها واعطاها تلك الابتسامه والنظرة الناعسة حتى يخفي ملامحها الأثمة المذنبه..وهناك من قال بأن دافنشي رسم نفسه بعد أن تخيل وجهه كوجه انثى!!!!.

وكانت اغرب التفاسير على الاطلاق هي التي ألصقت تهمة الماسونيه باللوحة..وأستندوا أنصارها إلى أن زاوية جلوس الموناليزا في اللوحة زاويه مثلثية هرمية الشكل…فلو قمنا بتحديد الزاوية التي تمثل وضعية الجلوس يتضح لنا مثلث متساوي الاضلاع…كما أننا لو قمنا بتحديد خطوط من الكتف الى الكتف الآخر ثم إلى أسفل حتى اليدين يكون الشكل المرسوم قد أصبح نجمة داود…وطبعا فأن أصحاب الفكر السياسي على قناعة تامه بذلك التفسير..

وفي عام 2012 قام الباحثون بالحفر أسفل كنيسة القديسين الشهداء وقد وجدوا ثلاثة جثث من سيدات عائلة ليزا جيراديني وهي عائلة الموناليزا وتم أخذ عينات الحمض النووي من الجثث لمعرفة أسباب الوفاة..لكن بعد ذلك تم اخفاء الأمر وعدم اعلان نتائج البحث.
ولوحة الموناليزا تعتبر هي اللوحة الاكثر جذبا للزوار في متحف اللوفر بفرنسا.
وإلى الآن تظل لوحة الموناليزا أغرب لوحة مرسومه بسبب كم الغموض الذي يحيط بها...
عزيزي القارئ ما رأيك انت؟.






Share To: