هو مدخل؛ مدينة دمياط من ناحية الشمال ،وأيضا من إتجاه الغرب وهو أحد الطرق الذى تصل من خلالها لمسجد عمرو بن العاص وهذه أقدم منطقة ورقعة سكانية في دمياط وهي شرق المدينه ،ويظهر ذلك جليا واضحا فيما تبقى من فن العمارة التاريخية والأثرية المتناثرة فما بها إلى الآن بقايا من الطراز المملوكي ومازالت تحتفظ فى بعض أماكنها بأزقتها الضيقة مسافة مساحة ، المتسعة حضارة وعمقا وعبقا تاريخيا وجمالا وتعقيدا فى الجغرافيا وثراءا فى قصصها وحكاياتها التى تنتهى مع الحضارات التى مرت عليها فقد تركت جميع الحضارات أثرها على دمياط وخاصة على هذه المنطقة والبلدة القديمة التى تقع بداخلها جبانة دمياط رابضة من العصر الفرعونية مرورا بالفارسى ثم اليونانى والروماني والبيزنطى والعربى الإسلامى على تنوعه من طولونى واخشيدى وفاطمى وأيوبى ثم مملوكة وعثمانى حتى الآن ...
. الماضي بجوار الحاضر .بعد أن تجاوزت كل مرحلة ما قبلها فلا شئ يموت كلية فالحاضر يحتوى الماضى بداخله بتجاوزه باستمرار فالتراث نعيشه ويعيش فينا بصورة خفية ... التاريخ فى قلب الجغرافيا الدنيا بجوار الآخرة.......أحب التجول فى تلك المنطقة وحدى امتلأ به بكل ما أشاهده ليعزف كل من التاريخ والجغرافية والماضى لحنه الخاص أستمتع أشعر بدبيب أقدام من عاشوا هنا أشعر بأنه تتسلل حياتهم فى حياتى لتثرى بمشاعرهم، أعيش شلال هادر لا نهائى من الأحاسيس والمشاعر ..... من كل جنس ودين ولون وثقافة دراويش وصوفية وحكماء وفلاسة وشعراء وفقهاء وأمراء وصعاليك وفتوت ومجانين........ شلال هادر من جمال وجنون الحياة ....... ومما قرأت في تاربخ دمياط وعن تلك المنطقة أنه أثناء الحروب الصليبية قد حول الصلبيين مسجد عمرو بن العاص لكنيسة ثلاث مرات لأن دمياط هى أول المدن من اليابسة تقابلهم فكاونوا يستعدون للهجوم و ينطلقون منها بعد الاستراحة والتزود بالمؤن ليواصلوا زحفهم على بيقة القطر المصرى بعد أن يغيروا علي المدينة سلبا ونهبا ..... ، كان سكان المدينه بالطبع يفرون منها خوفا على حياتهم واستعدادا لملاقتهم في ساحة القتال....... تستمر عملية أستدعاء الماضي وأجتراره ،و العكس صحيح فالماضي في هذه اللحظات هو من يسكنني ويفرض سطوته علي نفسي... أحب ذلك وأستمتع كنت أرى الشارع كتل من فن العمارة و باعة جائلين وعمال، ورش إنتاج موبليا ،ورائحة البن المطحون ، الفواح يتسلل لنفسي أهيم به فقد أدمنته من خلال الرائحة قبل تذوقه ..... دنيا تعج بسكان من جميع الأجناس ليست مبالغه فدمياط بلد طارد ومستقبل للسكان بحكم أنها مدينة ميناء طاردة ومستقبلة منذ الفراعنه ، يرحل عنها ، و يأتي إليها تجارة تارة ومغامرة تارة أخري ....هنا شوام وأتراك وطليان ومغاربة وبقايا فرنجة تخلفوا بعد هزيمة لويس التاسع وأسلملو وأنصهروا في المجتمع.... ثم أجتر الماضي أكثر وأكثر وكأني أري وأشاهد من كان هنا من مشي هنا من فراعنة مصر القديمه وبعدها العصر القبطي، ثم العربي ثم المماليك والترك،حقبة تسلمك لحقبة حتي الحظة الأنية المعاشة، حيوات كثيرة مضغوطة أبواب فتحت لدهاليز القلب وتضاريس الروح إنه الزمن الداخلي الوجودي زمن" عبد الرحمن بدوي" إبن دمياط أيضا.... يفرض الشارع سطوته علي نفسي وعقلي روح وتاريخ أكثر يتحول المادي لمعنوي ويتخلخل وأغوص ثم شعور بالتلاشى داخله ...
Post A Comment: