(لسْنا وُجدنا عَبثاً ولا ٱلْعَبَثُ يَنْبَغِي أنْ يَكُونَ قدَرُنَا) خاطرة بقلم سعيدة الرغويوي شاعرة و ناقدة من المغرب

تَبَسَّمَ ثَغْرُ ٱلصَّباح، ٱلْعَصَافيرُ جعلت من شُبّاك نافذة ٱلْبيْتِ ٱلْمهْجور عُشّا لها،بدورها تُدَاعِبُ إشراقة ٱلصَّباح ٱلْمُشْمس ٱلْبَاسِم وتُغَرِّد ترنيماتها ٱلْجَميلة ٱلتي تجعلها تُحِسُّ بجمالِ ٱلْكوْنِ ٱلذي أبْدعهُ ٱلْبَـارِئ ..
كل شيء في ٱلطّبيعةِ يَبْعَثُ فيكَ ٱلْأمل،يُغْرِيكَ بٱلْإنْصَاتِ، بٱلتَّدَفُّقِ ..يُشْعِرُك بِأَن ٱلْخَالقَ أوْجَدَ لَكَ كُلَّ أسْباب ٱلحَياة وٱلسَّعادَةِ، عالمٌ بدِيعٌ هو ٱلْكَوْنُ وٱلطّبيعةُ ٱلْآسِرَة ٱلتي إنْ ٱغْتَرَفْتَ من ينابيعِهَا وتأمّلتها فِي تَدَبُّرٍ سَتُراجِعُ أَوْراقَكَ التي أحْياناً تَمُوجُ في ضَبَابِيّة، ولَنْ تقٌُضَّ مَضْجَعَكَ وَقْتئِذٍ أعْبَاء ٱلْحَيَاةِ ..ٱلرَّتابَةُ نَحْنُ من أَوْجَدْنَاهَا في قوَامِيسِنا وأعمالِنا وكل شُؤون حَياتنا..ٱلْمَسَاراتُ ٱلتي تَطْغَى عليها حياة الذُّبُول وٱلْاصْفرار نَحْنُ من نكْتبُ سُطُورَهَا ..لاشَيءَ ينْبَثِقُ من فَراغٍ..ٱلْأَلَـمُ ،ٱللَّذّةُ، ٱلْإنْتِشَاءُ..كُل ٱلْأَحاسيس ٱلْإنسانية سواء كانت إيجَابية أم سَلْبِية لدينا يَدٌ فِيهَا..لاشيْء جُزافي..لاشيء يَنْبَثِقُ من عدَمٍ ..كل مَسارات حياتِنا من تخطيطِنا..علينا إذن بمُسَاءَلَةِ ذَواتِناَ..إعادة ٱلنَّظر فيها، تقيِيمها بشكل منْطِقِي بعيدا
عن ٱلثّقَافة ٱلْمِشْجَبِية ..ليس ٱلْآخر إلاَّ وهما ...علينا ٱلتّخلص مِنهُ إذَا ما وَدِدْنَا رسْم صُورَةٍ صَحِيحةٍ عن ذواتِنا وعن المُحيطِ ٱلذي نَعِيشُ في كَنَفِهِ..فٱلْوَعْيُ بٱلذّاتِ هو ٱلْمُنْطَلقُ لِصناعة إنسان واعٍ بكيْنُونَتِهِ ووظيفتِه ٱلْحَيَاتِية وٱلْمُجْتَمعِيةِ ..إنَّ ٱلْحيَاةَ تَقْتَضِي منَّا إعادة ٱلنَّظر في أهدافِنا ومساراتِنا وعلاقَتِنا بِٱلْآخرِ وَٱلْمُحيطِ..لسْنا وُجدنا عَبثاً ولا ٱلْعَبَثُ يَنْبَغِي أنْ يَكُونَ قدَرُنَا ..فَنَحْنُ مَنْ نَمْلِكُ ٱلْمِقْوَدَ ونحنُ منْ نُوَجِّهَهُ ٱلْمَسارٱلذي نشاء ..فٱلْمِقْوَد بِيَدِنَا وتحْتَ تصَرُّفِنا،ومَا عَليْنا إلاَّ حُسْنَ ٱلْقِيَادَةِ.