الأم البسيطه المضطربة القلقة نفسيا المشوشة فكرا وسلوكا ؛على غير عادتها فى الفترة الأخيرة ،التي لا تكف عن تدليل أولادها الذكور ومداعبتهم ،والدعاء لهم صباح ،مساء ،والتي تفعل عكس ذلك تماما مع ابنتها الوحيدة وتتحاشى النظر كثيرا فى وجهها ، فهي لا تكف عن القسوة عليها وتحملها من أعباء العمل أكثر مما .هو فوق طاقتها والبنت مطيعة صابرة راضية .كانت تحتمل الكثير من الإهانة من أمها دون أن تكون العلاقة بين الأم وابنتها غير طبيعية ولا تعرف البنت تعليلا لتلك القسوة ،حاولت كثيرا بعد ان أتهمت نفسها ولكنها ولم تجد تفسيرا لذك ! هذا ما كانت تغضب منه البنت ويحزنها كثيرا ويترك فى نفسها أثرا لا يمحى الا بعد فترة من الوقت ، ويجعلها تبكى، ثم بعدها تتكوم الأم بجوار ابنتها وتجهش هى الأخرى فى البكاء بجوارإبنتها ؛عندما كان يخطئ أحد أخواتها تضربها أمها بدلا منه عقابا علي خطأ أخيها ؟؟!!! علاقة غريبة غير سوية من قبل الأم تجاه ابنتها ، الأم لم تنل قسطا من التعليم يكفى لشرح ما بداخلها ، ويبدو أيضا أن هناك سر فى حياتها يخص ابنتها كانت تتعلل بأن الأنثي خلقت للتحمل والإهانة، ربما كان ذلك حب لأبنتها يظهر في صورة قسوة مخافة أن تفسد من التدليل،و مخافة أن لا يأتيها ابن الحلال ليس بالضرورة علي حصان أبيض ،بل يأتي مترجلا حاملا الأمان بيمناه، والستر لأبنتها بيسراه لا أعرف أحيانا أشعر أن هذا الذي تكنه لها بعد أن تقوم بضربها في كل مرة ، وبعد أن تتكوم البنت منزوية كسيرة؛ في كورنر وزاية الغرفة واضعة رأسها بين ركبتيها ،ثم تنظر الأم لأبنتها بشفقة ،وهي تتمتم دون شعور منها أن ابنتها ليست جميلة بما يكفي ليتسابق أولاد الحلال لخطبتها ..
كانت الأم فى كل مرة تقسو فيها على ابنتها تذهب إليها فى فراشها ليلا وهى مستغرقة فى نوم عميق وتحتضنها معتذرة لها عن قسوتها لها ثم تدعو لها بالستر .....ثم تجلس الأم وبينها وبين نفسها تقول : لا تغضبى منى يا حبيبتى أعلم أنك بنت بريئة وأنك لا تعرفين عن الدنيا الكثير وأنك لا تفكرين مثل ما أفكر فأنت لا تعرفين من الدنيا غير المرح وتتمعين بروح جميلة كنت أتمنى أنت تجمعي بين الروح والخلقة أستغفر الله العظيم! ثم تكرر الاستغفار وكأنها ارتكبت إثما عظيما،ثم تنظر إليها بعطف وحنان أشد ثم تقبلها وتحكم الغطاء عليها ثم تبكى الأم ....ثم أردفت والله يا ابنتى لو تعلمين أن أشد ما يؤلمنى كلما قسوت عليك دون سبب هى نظرتك وأندهاشك منى والله العظيم أنا أحبك وأنك لا تعرفين كل ما يدور فى رأسى إنه خوفى عليك يا صغيرتى أن تكبري وتجدى من هو أصغر خطب وتزوج وأنجب ، وأنت لم يطرق بابك أحد، أو يطلبك للزواج لا أريد أن تمرى بالذى مررت به أنا فلم يتقدم لي أبوك بعد ما بلغت الثلاثين عاما.....أنا من جنيت عليك.. أنا لست جميلة ،وقد ورثت هيئتى، ولكنك يا صغيرتى جميلة الروح بريئة...ثم تحاول الأم الاستغفار من قولها... وتذكر فى نفسها لماذا أفكر كل هذا وأعذب إبنتنا الصغيرة وأقدر بلاء لم يقع بعد ،ثم أقسمت بالله أنه لن تفعل ذلك مع إبنتها ثانية، ثم تمددت بجوار إبنتها للصباح معانقة لها .
Post A Comment: