لا يمكن أبدا أن نتصور تغييرا في المناهج بدون النظرة الشاملة التي تدمج التعلم كشرط أساسي يعاد فيه النظر ويتبلور فعل: تعلم/ تعليم نحو منظومة تربوية طموحة،إن تجديد أساليب التعليم بطرائق وأساليب أخرى،تتماشى مع روح العصر،هي السبيل الوحيد لقفزة نوعية لاكتساب المعرفة وتوظيف أدواتها،وإزالة تلك القطيعة بين المدرسة والحياة،وهذا يتطلب بدوره إعادة النظر في التكوين الأولي والمتواصل للمعلم،مع تجديد المضامين،وحان الوقت، للمعلم ليقول: هاأنا معتبرا التلميذ شريكا ،لايسمع ويربع يديه كما هو حاصل الآن،وليعتبر التلميذ قادرا وليس عاجزا وأن المعرفة تبنى وليست خارجية دائما ،بل داخلية ،وهي مشاعة بدون حواجز في عصر انفجار المعلوماتية،والتلميذ يمتلكها بدون مساعدة المدرسة ،وكفى من التصور القديم ( الرأس فارغ  وصفحة بيضاء) لقد أصبح تلميذ اليوم يتحدى المعلم في المعرفة ولا يحتاج وصيا ليمسكه من يديه فهو ليس كفيفا،تنويع طرائق التدريس ضروري وتكييفه حسب مستوى المتعلم، وليعلم المعلم أن في قسمه على الأقل ثلاثة أصناف من المتعلمين( السمعي/ البصري/ الحس حركي) وأن عقل المتعلم لا يأخذ كل ما يقدمه المعلم بل يغربل ويأخذ فقط ما أعجبه وكان في نطاق بؤرة انتباهه، وأنه المعرفة وفق ثلاثة ميادين( م: معرفي/ م: وجداني/ م: حي حركي )،علينا جميعا أن نعي هذه الحقائق ونتذكرها عند وضع المناهج والبرامج ولاننساها أبدا حينما نكون في حجرة التدريس،ونترك التلميذ ينجز الدرس،ولانتدخل إلا للضرورة القصوى ك: تذليل الصعوبات،،التصويب والتعديل، ولانعطيه المعرفة جاهزة بل يصنعها،عندما يلاحظ ويتأمل ،ويعتمد على نفسه قصد الاستقلالية فالمعرفة تبنى ولاتهدى ،نضع المتعلم في وضعية مشكلةإذا قال المعلم تلميذي لايستطيع،فالمعلم عجز عن توليد المعرفة،وخاصة إذا استمر المعلم في تكرار نفس الكلام ،إن التدريس علم وفن غير متاح للجميع،والعقول حبلى بالأفكار،والمعلم الماهر هو من يستخرجها.هذا اجتهادي وخبرتي التي اعتقدها والتي يمكن أن تساهم ولو قليلا في تجسيد: التعلم/التعليم. 



Share To: