منال فتاة جميلة، صبورة، وطموحة. عملت طوال حياتها القصيرة من أجل تحقيق حلمها
بالإستقرار في منزل يحفظ لها كرامتها وينسيها طفولتها المعذبة.
بعد حصولها على الشهادة الثانوية، قررت الإلتحاق بمعهد التمريض لمدة سنة واحدة ومن ثم البحث عن عمل. لم يمر الكثير من الوقت على تخرجها حتى حصلت على مرادها بعيادة طبيب نفسي. كانت تحس بالفخر وهي تغادر محل سكناها قاصدة مقر عملها. مضت الأيام بين إستقبال المرضى ومساعدة الطبيب سالم في إجراء الفحوصات، والقيام ببعض المهام خارج العيادة. كل ذلك لم يكن يزيدها إلا سعادة وتشبثاً بعملها، خاصة بعدما وافق الدكتور سالم على منحها قرضا من أجل
الحصول على شقة بالمساكن الاجتماعية. الشيء الوحيد الذي كان يثير شكوكها تارة ومخاوفها تارة أخرى هي تلك الاصوات التي كانت تصدر  من مكتب الدكتور سالم، والتي حاولت ايجاد تفسير منطقي لها حتى انها في إحدى المرات اقنعت نفسها بانها اصوات مسجلة لمرضى يفحصهم بمنازلهم. كل ذلك لم يطفئ نيران فضولها. في أحد الأيام وعكس العادة لم تغادر منال العيادة في وقتها المعتاد متعللة بانتظار إحدى صديقاتها. لم يعترض الدكتور ودخل مكتبه. وابتدات الاصوات بالارتفاع وهذه المرة كانت كل الأصوات لرجال.
غلبها فضولها المتأجج، هزمت ترددها وهي تمد يدها بهدوء كبير فتحت الباب ومن الشق كانت الصدمة، الدكتور سالم يكلم نفسه متنقلا بين أرائك المكتب مغيرا صوته.
عادت إلى مكانها غير مصدقة. وهي غارقة في محاولة فهم مايحصل انتصب الدكتور سالم امامها غير انه لم يكن هو،  الملامح القاسية جعلتها ترتعد. متحاملة على نفسها قالت هل من خدمة يادكتور قبل ان اغادر، لم ينبس بنت شفة، واستمر في تأملها بغرابة. ازداد خوف منال حتى انها شعرت بضيق في النفس وزغللة في العين وفجأة امتدت ايادي الدكتور سالم الى عنقها وبدأ بخنقها، حاولت الهرب غير انها فشلت. في لحظة عبثية لم تستوعبها وهي بين الحياة والموت سقط الدكتور سالم فوقها فاقدا الوعي؛ وهي تحاول إزاحته رأت  حارس العمارة  حاملا عصى غليظة، مرددا الحمد لله على سلامتك يا ابنتي، عندما تأخرت عن وقتك المعتاد احسست أن هناك شيء غير طبيعي..كنت اعلم أن هذا سيحصل يوما ما .مثلك ياابنتي عرضة لهذا وأكثر.. خسارة.. لقد وثقت بالدكتور سالم. لم اتصور يوما أنه ذئب بشري...الحمد لله على سلامتك.الشرطة في الطريق.



Share To: