تشرع شموخ سفينه احلامك وهي تعبر أمواج ابديه. الأسر العاتيه، وانت تحيا في قلب الدوامه، التي تشبه عالما، سرمديا، لا نهايه له من الألم والانتظار وقسوه، اللحظه، الطاغيه، ما لم تحدث معجزه تنتشلك، من فوهه الثقب الأسود لئلا تغرق في هاويه، العدم. وكي، لا تتهاوى في دهاليز العتمه، الدامسه . وحده الحلم من يبقبك، على حافه، الحياه.... ووحدها، الآمال النابضه من ترسم لك ذكريات الزمن الآخر ..... الزمن الآتي .....
من اين تبدأ حكايتك أو تنتهي وانت مسافر في ابديه لا تقاس بمقاييس الزمن ، بل حسب توقيت وقياسات القيد . وكيف يتسنى، لك مقاومه هذا القدر البائس وانت ترنو متفحصا جهاتك، المحاصره ولا ترى غير العدم أو ما يشبهه؟؟!
تطوي، الايام والسنوات ترقبها، بحيادية فتجدها، تمضي مسرعه. لإنها، متشابهه، ولا شيئ سوى استثناءات، عاديه، تماما. لم تعد تحس، بالزمن. فإما، أن تغرق في اللإحساس، بالزمن ، واما ان تنتشل ذاتك من قلب الدوامه. يضعك هذا الواقع أمام سؤال الحياه والموت والوجود . وقباله سؤال المعنى والعدم، وأنت .
ترقب الزمن الماضي وتتأمل الحاضر وترنو من وسط ضباب الزمن الآتي لعلك ترى دربا قد يفضي بك إلى عالم ما وراء السديم، فالماضي، بات اشبه بالفردوس المفقود الذي لطالما أعدت اجترار، لحظاته الغابره . 
لكنه وان بدأ جميلا ، لم يعد يحمل ذات الألق والروعة عالم، تميز وتخشى ملامسته لئلا تصاب بصدمه تحولاته. كبر الصغار واكتهل، الكبار ، وتغيرت المعالم وتلاشى السحر . وتبدل كل شيئ وانقلب العالم على نفسه .
لم يتسنى لك قضم التفاحه لتدفع، ثمن الخطيئة وان حدث وتذوقت اليسير، منها ، فلا ندم يساورك، كما ساور آدم ، لإنها خطايا رائعه تدفئك في زمهرير زمن الأسر الأبدي.  لا عوده إذن لفردوس الماضي . ولا بد من فردوس آت ينقذك من التلاشي ويعيد الربيع الي حياتك التي احتلها الجفاف . 
تستل الذكريات الآتيه كما لو كانت حدثت بالفعل . تخترعها، تصنفها، في مختبرات الحلم . ترتشف، رغوه نبيذها البكر . وتشم رحيقها من مسافات زمانيه، بعيده .فمن يمنعك من حلم الآتي ؟ لن يكون بوسع حارس بوابات جهنم منعك من التسلل في لحظه حلم إلى الفردوس . انت حر في عالمك الاسطوري الحالم فلترسم ذكريات قد تأتي وستزداد، القا وجمالا كلما طال زمنها في رحم الحلم وان لم تأت يكفيك شرف مزاولة مهنة المتفائلين .
تتذكر ماذا رأيت في حلم الآتي : تحلم في البحر ..... بفتاه ترقص فوق الشاطئ ..... طرقات لا عساكر فيها ..... ومروج من الأزهار.... وغابات خضراء تصبح بالبلابل والحساسين .ان ترى قمر المساء ....تقطف زهره بلل بتلاتها ندى الصباح ان تنزلق بوحل الطريق ... وتعود للبيت متسخ الثياب ..
ان تقبل امرأه في ساعه متأخره من الحب ..... وتشم عبير الطفوله ...ان تغتسل تحت سياط، المطر ...... وان تستلقي على العشب وتحدق في سماء نيسان الصافيه، ..... وأن وأن .... توضأ بالحلم ... وذاكره، قد تجيء .. وتهيأ ان تكتب ذكريات الزمن الآتي ...... فما ستكتبه سيدون في سجل الوجود ، كوديعه لك ، هي نصيبك من حياة لم تعشها، وأطلق أحلامك كما يطلقون الحمام الزاجل ....كما رسائل البحر تتقاذقها، الأمواج الي ان تصل يوما إلى شاطئ ما . وتذكر أن الرساله غالبا ما تصل وان تأخرت عن موعدها ..... لن يفوت أوان اي شيئ ..... كلنا مسجلون، في كشف الحياه .... والحياه ملزمه بايفاء، دينها ..... وان غدرت كما هو طبعها..... يكفيك أنك عشت الذكريات ، رغما عن أنف الزمن حتى وإن كانت محض وهم . وإلى أن يحين موعد الأمسيات العذارى ، واصل الطيران بأجنحه، الحلم إلى أن يحط بك على بقعه جافه، بعد انحسار طوفان الحرمان والألم. 
فارسم ذكريات الزمن القادم .... كما لو انك عشتها .... كما لو كنت ستحياها.... كما لو كانت الحياه برقتها مجرد حلم ..... فتهيأ. 
للأفراح المؤجله. أنقشها، على جدار الذاكره وحسب واعد إجترارها، في كل يوم . الي ان تصدق هذيانك، العشقي وظمأك، الوحشي للحياه . ربما سيلتفت، الزمن . ربما يعيد مراجعه حساباته القاسيه ربما يخالف طبيعته ويعود للوراء ليعدل بعضا من أخطائه الفادحه.
تسلح بالانفه، والكبرياء.  لا تنحني أمام سطوه القيد وقف على قدميك  دائما . وتذكر بأنك لك حياه أخرى لم تعيشها بعد خارج الأبواب الموصده . حيث لا أبد، ولاأزل سينتهي زمن ويبدأ آخر وما عليك سوى رسم الزمن الآتي الى ان يبزغ كالفجر من وسط ملكه الظلام . 
دائما ...... ثمه متسع للحالم، ... حتى وان بدأ بعيد المنال........ 
واصل رحله الحالم إلى أن ينقشع الضباب .



Share To: