باتت الكلمة تتحايل على صاحبها كي يحيكها، أما الفكرة فهي تستعطف الكلمة والحرف لتزين الدنيا...
هكذا يأتي الإلهام، وهكذا يظل واقفا محتارا في شأن صاحبه، لكن حيرته لم تدم طويلا! فسرعان ما فهم أن تمت أشياء تشغل بال صاحبه...
إن صفاء الرغبة ووضوحها من أساسيات الإبداع، وكلما حجبت الرؤية عن الرغبة لسبب من الأسباب انطفأت هذه الأخيرة، لكنها لن تبقى كذلك لمدة طويلة... كلنا ننشغل بأمور من يحيطون بنا، كلنا ننشغل بمن نكن لهم الحب العظيم، ذلك لأننا بحكم الحب والعشرة وبحكم الرحم أصبح كلا منا قلبا واحدا، يتقاسم الأفراح ويتقاسم الأحزان...
ما أكتبه اللحظة ليس بشيء جديد! وليس بشيء غريب ! لكن ماذا يقع للرغبة عند أصحاب المواهب عندما ينشغلون بأشياء قد تعوق مسيرتهم؟ وهنا توجب علي أن أصيغ سؤالي بطريقة أكثر وضوحا، ماذا يقع للرغبة في الإبداع عندما تعوق صاحبها شيء من قواطع الحياة؟ كأن يمرض شخص عزيز عليه وكأن يرحل عن دنياه حبيب أو ابن او ابنة؟ كيف يكون إحساسه وهو مكبل القلب!
قلت في بادئ كلامي أن الرغبة تنطفئ، لكن كيف لصاحب إحساس مرهف وعميق أن يعيش حزنا وألما؟ كيف يكون ونسماته مكبلة؟!
هل يستطيع التشكيلي أن يرسم حزنه؟ هل تطاوعه ريشته؟ هل يدون الأديب حزنه وآلامه؟ وكيف يدون الموسيقي حزنه؟ هل تطاوعه حروف الموسيقى؟ هل تظل سي لا صول فا مي ري دو في محلها، أم تتدحرج على السلم الموسيقي؟
أحيانا أسمع الرغبة في الإبداع تتحدث : فك قيدي أيها الحزن! فك قيدي أرجوك! لإن كنت لبقة اليوم معك، فلن أظل كذلك... فك قيدي وإلا فجرت أحاسيسي... فك قيدي أرجوك، فأنا لا أضمن لك الحياة إن أنت قاومتني..
Post A Comment: