` كونشيرتو اللقاء الأخير

فاتن حمودي

الآن ...أقرعُ صدري على فراغِ العمرِ

فلا تخفْ

الصوتُ يركضُ في الدُّروبِ

حُضني عصافيرُ حُزن.. كتفي وشعري وخلخالي

فلا تخفْ..

تقول الحكايةُ: ماذا عنْ حَرْبٍ تَمْشي على مُنْعَطَفاتِ البِلاد؟

الحُزنُ يفردُ اجنحتَه عَلَينا ... بَشَرا وبِلادا..وأمَّهاتٍ يُرّقِعْنَ غيابَنا بمواويلَ عتيقةٍ..

لا تخفْ

قُلْ للحياةِ سنلعبُ على الوقت ..... نرمي للنهرِ مراكبَنا وللسماء

فراشاتنا

كمحطةٍ غريبةٍ تقفُ الحربُ

نموتُ هُنَا..وهُنَاك نموتُ

القطاراتُ تصفرُ .. السفُنُ لا تَصلْ

ولاسماءَ نقف تَحْتَهَا

فلا تخفْ

الحربُ في اليمنِ وفي الشَّامِ

و هناك تَكتبُ أنت عن صمتِ الضحية"

وتهمس : "من الأوّل""

وأقولُ في مَحَطَّتِي اللائِبَة.. لِتَكُن حبيبي الأخير

غصنُ رُوحيَ مَكْسُورٌ ..والرِّيحُ لا تَهْدَأ

لا تَخَفْ

المَرْكبُ سَكْرَان .....والمَوْجُ يَشِيلُ..وسُهادُ مَخَدَّتي لَنْ ينجوَ

دروبٌ لاتَأتي ..وأنا أنا لا أمضي..أقفُ كَمَطَرِ الذُّهول...

على بابِ الغيابِ أسندُ راسي والأشرعةُُ تختفي

تقولُ إنَّها الحربُ ...فَلْنَخْرُجْ من قيامةٍ مُؤبدة...أدخلُ جنَّتِكِ ...على طرفِ غيمةٍ ... أنتِ أرضي حتى آخرِ غابةٍ ....فَلْنَخْرُجْ حبيبتي نحوَ مطرٍ وغناء

قُلْ لي.... وهَلْ يَنْفَعُ الفَجْرُ إذا لم نصحُ؟

لا تخفْ

أمضي إليكَ ...هُناكَ ...أطلُّ على قَمرِ الشَّام

أقطعُ أَلْفَ خَيَالٍ ...إنَّهُ الطريق....

والطقسُ كما اولِّ المَطَر

السَّفَرْجَلُ وتينُ الغُواية ...و خوابي الزَّمن العَتِيقَة

من أنا...خلفَ أبوابِ مدينتي المُغْلَقة؟

اقولُ مدينتي سقطتْ سَهوا مِنَ الجَنَّةِ...

لم تَقْلْ ...ضَحِكْتَ حتى البُكاءِ ...ضَحِكْتَ حتى الصُّراخ...عَضَضْتَ على قَمِيصِك...لِكْ آآآآآآآآآخ

وكنتُ... خريفا غامضا انتظرُ أولَ الحُبّْ

....المطرُ عشقٌ تقول ....

والقُبلةُ فصلُ نبيذ

وكانت دمشقُ ترتدي مِعْطفَها تتوارى ..تَعْصِبُ راسَها بمنديلِ جَدَّتي وتَبْكي عَلَيْنَا

تَتَفَقَّدُ قِطَطَها وأحْفَادَها .....وجِيْرَانَها ...ومن أرضعتْهُم ...كي تَكْبُرَ شجرةُ أُمُومتِها ....

فمنْ أكونُ غدا..من أكون؟

هل ستلِدُني أمِّي مرةً أخرى ....؟ أم سأخرجُ من ضِلعك ...أم كلّ شيء يمضي سُدى؟

يمضي

العيونُ تبحث عن اساورَ النساءِ في لوحاتِ نذير نبعة..... عن بيتهِ المجنون

فمن يرسمُ كلَّ هذا الرماد....؟

وعلى بابي تتدلى عناقيدُ حزني

في محطتي الأخيرةِ .. أحبُك ...أحبُك ....أتسمعُ صدى الأيام؟

أتسمعْ حفيفَ العُمْرِ؟

زقزقةَ العصافيرِ

موسيقى فرجارد

ناياتِ أورفيوس

أتسمعْ رجعَ الصدى؟

أحبُكَ..أحبكَ

أُحَنِّي لكَ أناملَ القصيدةِ

وأُزيُّن قَدَمَهَا بِخِلْخَالٍ ..أَتَسْمَعُ رنينَ أَحْصِنَتي

إنَّهَا تَرْكُضُ هُنَاك..إنها تركضُ هناك

لااا تَخَفْ

بَلَلَنِي المَطرُ وأمتلأتُ برائِحةِ تُرابك

لا تَخَفْ

في محطتي الأخيرة

أنتظرُكَ

ربما تصمتُ ريحُ الحرب

أَتَسمعْ التشيلو وعازفي الإيقاع ؟

أتسمعْ مِزْمَارَ شعوبِ المايا؟

في الحرب يهيمُ الناسُ في البراري وأهيمُ بكَ

لااا تخفْ

ستسقطُ الحربُ على الرَّصِيف الأخير

مَنْ أنَا في غِيَابِكَ ....تقولُ الحكايةُ

هل مرّ عُمْرُنَا سُدىً؟

سينتهي الكابوسُ... وأنا في محطتي الأخيرةِ أنتظرُ

وأقولُ

أحبّكَ





Share To: