كم من كلام يحبسه الصدر ولا يستطيع البوح به.
فكتمان الأحاسيس كطعنات الخناجر بالقلب، فيؤلم ولكن لا أحد مطلع عليه.
فدفن الكلمات المؤلمة فى الجسد كدفن نار لا تهدأ ولا تنطفئ.
فيقسو القلب لما رأى من قسوة، و تصبح إنسان بلا مشاعر ولا أحاسيس لما أحرقته النار في صدرك.
ربما في يوم حاولت الصراخ، حاولت طلب المساعدة، ولإنقاذك صرخت بأعلى صوت عندك و لكن رٌدّ إليك صوتك مرة أخرى ولم يسمعك أو يشعر بك أحد
فاخترت الكتمان. إخترت أن تتألم وحدك
فأصبحت لا تجري وراء أحد و لا تتطلع لأي شئ.
إخترت الصمت حتى نسيت ما شكل الحروف و الكلمات.
أصبحت كجزع شجرة به أغصان كثيرة يظلل على ما يحتويه ولكن لا يبوح بألم لهيب الشمس فوقه.
فأغصانك جميلة و مبهجة للجميع ما عدا أنت لا تراها و لا تستفيد من ظلها.
فظللت هكذا حتى تفجر بركان من داخلك يلقى حمم و نيران تحرق و تذيب من يقترب منك.
فظلوا يتساءلون لتحولك من شجرة مثمرة تغطيهم بظلها لبركان ضخم لا يهدأ ولا يترك من حوله في سلام.
فهذا ما فعلت في نفسك من كثرة الكتمان و حبس النار داخلك دون أن تحاول إخمادها.
فكتمانك أقوى جريمة في حق نفسك و حق من حميتهم من شعلة كانت صغيرة في يوم ما داخل صدرك.
Post A Comment: