أَ وَ كُلُّ مَنْ حَفِظَ الْكِتَابَ مُثَقَّفٌ
كَمْ مِنْ بِلَادٍ هَدَّهَا التَّحْرِيفُ
قَدْ دَنَّسَ الْحُرُمَاتِ شَرُّ خَلِيقَةٍ
خَانَ الْأَ كَارِمَ وَالْهَدِيَّةُ مَعْلَفٌ
مَنْ شَرَّعَ الْإِرْهَابَ نَسْلُ خَسَاسَةٍ
تِرْبُ الضِّبَاعِ لِجُثَّةٍ تَتَلَهَّفُ
رَهْطٌ مِنَ الْأَوْبَاشِ جِنْسُ عَمَالَةٍ
أَدْمَوْا عُيُونَ الْمُهْرِ لَمْ يَتَلَطَّفُوا
كَسَبُوا الْمَنَاصِبَ بِالْمَوَاجِعِ غَايَةً
الْفَاسِدُونَ وَ بِالْمَطَالِبِ سَوَّفُوا
سَكَنُوا قُصُورًا بِالْوَلَاءِ لِغَاصِبٍ
وَ بِخُلْوَةِ الشَّيْطَانِ هٌمْ يَسْتَعْطِفُوا
عَاثُوا وَ بِالْخَيْرَاتِ كَيْ يَتَحَكَّمُوا
بِنِفَاقِهِمْ سَاسُوا الْعِبَادَ وَ حَرَّفُوا
لَكِنَّهَا الْأَقْدَارُ مِنْ أُفْقِ السَّمَا
هَطْلٌ وَ لِلْأَخْيَارِ فَيْضٌ نَرْشُفُ
مَنْ عَاهَدَ الْأَسْلاَفَ صَوْنَ أَمَانَةٍ
حَفِظَ الْوَصَايَا لِلْقَضِيَّةِ أَحْنَفُ
لَيْثٌ وَ لِلْأَجْيَالِ يَبْقَى شَاهِدًا
مَنْ نَاصَرَ الْإِنْسَانَ خَطٌّ يُؤْلَفُ
قَسَمًا وَ بِالْأَشْرَافِ ثَارَ مُهَدِّدًا
جُرْمَ الْلَّعِينِ فَمِثْلُهُ يَتَعَفَّفّ
هَذَا الْذِّي نَصَرَ الضّعِيفَ مُآزِرًا
لِيَظَلَّ قِدِّيسًا بِهِ نَتَشَرَّفُوا
بِالْقَوْلِ أَشْعَلَ فِي الْمَنَابِرِ ثَوْرَةً
بَلْ صَارَ لِلثُوَارِ صَوْتًا يَعْصِفُ
لَحْنٌ وَ مِنْ آهِ الْكَمَانِ قَصِيدَةٌ
مَوَّالَ شَوْقٍ بِالْلِّقَاءِ سَيُعْزَفُ
بَانَتْ سِنُونُ الْجَمْرِ عُنْوَانَ الْوَفَا
مِنْ أَجْلِ رَدِّ الضَّيْمِ جُرْحٌ يَنْزِفُ
نَارُ الْقِرَى فِي لَيْلِ عُرْبٍ أَوْقِدَتْ
وَ أَتَتْهُ أَفْوَاجُ الْحَيَارَى تَزْحَفُ
كَمْ قَاوَمَ الْأَمْوَاجَ فِي عُمْقِ الشَّظَى
صَوْبَ الْأَمَانِ فِي تَحَدٍّ يَجْذِفُ
يَا مُؤْمِنًا بِالشَّمْسِ غَيْرُكَ رَافِضٌ
وَ النُّورُ فِي زَمَنِ الْمَظَالِمِ مُكْلِفُ
عَايَشْتَ أَحْدَاثَ الْبَلَاءِ بِحِكْمَةٍ
قَدْ لَخَّصَتْهَا رُؤْيَةٌ تَتَكَشَّفُ
غَادَرْتَنَا لَكِنَّ فِكْرَكَ بَيْنَنَا
نِبْرَاسُ حَقٍّ بِالْمَعَارِفِ يُتْرِفُ
زَيْتُونَتِي اِشْتَاقَتْ لِظِلِّكَ تَحْتَهَا
وَ الطَّيْرُ فيِ رَكْبِ الْوَدَاعِ يُرَفْرِفُ
فِي مَأْتَمِ التَّوْدِيعِ سَالَتْ أَدْمُعٌ
سَيْلَ الْفُرَاتِ وَ بِالْعَطَاشَى تَرْهَفُ
وَحَّدْتَ بِالْأَوْصَافِ كُلَّ مُفَرَّقٍ
فَهْدُ الْوَغَى مِنْهُ الْغَزَالُ الْأَهْيَفُ
لِلَّهِ دَرُّكَ كَمْ رَوَيْتَ مَنَابِتًا
مِنْ نَبْعِ عَذْبِكَ بِالْكُفُوفِ وَنَغْرِفُ
وَ حَفَرْتَ مِرْسَاةَ الْقُلُوبِ تَشَوُّفًا
لَبَّيْكَ قِسْطًا صَرْخَةٌ لَا تَضْعَفُ
قَتَلُوكَ يَا أَسَدًا زَئِيرُكَ فِي الْمَدَى
قَدْ أَفْزَعَ الْفِئْرَانَ جُبْنًا تَرْجُفُ
فَتَجَمَّعَتْ وَ تَآمَرتْ بِنَجَاسَةٍ
ضِدَّ الطَّهَارَةِ بِالْحَقِيقَةِ تَقْذِفُ
فَقَدُوا الْحَيَاءَ وَ بِالْحَيَاةِ تَمَتَعُوا
وَنَعِمْتَ فِي دَرْبِ الثَّرَى مُتَصَوِّفٌ
كَمْ حَاوَلُوا تَحْرِيفَ نَهْجَ رِسَالِةٍ
فَنَمَتْ بِرَوْضٍ زَيْفُهُمْ لَا يُصْرَفُ
يَا غَاصِبَ الْأَرْوَاحِ إِنَّكَ غَافِلٌ
لَحَظَاتُ زَهْوٍ ثُمَّ رُوحُكَ تُخْطَفُ
وَالْفَجْرُ لَاحَ فَبِالضِّيَاءِ مَنَارَةٌ
طَوْقُ النُّجَاةِ وَ لِلسَّمَاءِ تُزَخْرِفُ
قَدْ أَيْنَعَتْ وَقْتَ الرَّبِيعِ حَدَائِقٌ
مِنْ عِطْرِ زَهْرٍ بِالشَّهِيدِ تُعَرِّفُ
فِي ذِكْرِ شَلَّالِ الدِّمَاءِ مَسِيرَةٌ
بَاقَاتُ وَرْدٍ بِالدُّمُوعِ سَتُقْطَفُ
صُوَرُ الطُّفُولَةِ بِالْمَبَاسِمِ أَعْلَنَتْ
مِيثَاقَ وَعْدٍ بِالضَّرِيحِ يُطَوِّفُ
Post A Comment: