خطوتي سريعة ،وضربات قلبي تكاد تخترق أذني ،السور عال جدا ويزيد من علوه الأسلاك الشائكة، التي تسكن نهايته .قميص أحمر مهترء ،تشابكت اطرافه ،في قلب  الأسلاك. ، كأنه طير وقع في الفخ  . ضوء الشمس يخرج علي استحياء، من وسط الضباب، ثم مايلبث  أن يستر نفسه  خوفا ،أمام أول سحاب .،  العرق ينسال علي جبهتي   .المسافة من البيت حتي المدرسة ،أربع كيلومترات  تقريبا ،أخذها يوميا سيرا علي الأقدام ، .اقتربت أخيرا من البوابة الحديدية فوجدتها مفتوحة كالعادة في مثل هذا الوقت . دخلت ،لمحت طوابير التلاميذ ،وهي تستعد للصعود إلي الفصول ،علي وقع دقات الطبل المتتابعة،  ورنات الاكسليفون.ايقاع نظامي رتيب، ومكرر .اقتربت منهم ،وجدت المدرس بخيرزانته الطويلة  ، يقوم علي تنظيم الطوابير ،عندما رأني،رفع الخيرزانه إلي أعلي، فابتعدت عنه ، فوبخني، كالعادة  :كل يوم تأتي متأخر يافاشل..اثنتا عشر عاما في الاعدادية.. يا فاشل ،قف  عند  نهاية الطابور .وقفت في آخر الطابور ،وأنا ارتعش من الخوف ،ثم بدء الضرب علي الطبل، والاكسليفون .صعدنا السلم في ضجة عارمة ، ثم دخلنا الفصل ،اتجهت بهدوء،  نحو تختتي في آخر الفصل .الأطول بينهم وذقني منبته بينما، ذقون التلاميذ ملساء ،ناعمة ،يداخلني شعور غامر ومتناقض ،  انني سوف أنجح هذا العام ،وفي نفس الوقت خوف من تأخري المتكرر، وتهديد ،ووعيد،  الناظر لي، بالفصل في حال تكرر ذلك .
فتح التلاميذ حقائبهم المدرسية، واخرجوا الأقلام والكراسات، ثم دخل المدرس ،ومعه رجل كبير ذو شارب كبير ، ويرتدي بزة، و رباط عنق  أحمر مزركش ،وسيدة بدينة، صدرها كبير جدا ،ترتدي شرز صوف أصفر ،وجيب بني قصير ،رحب بهم ،ثم قال، إنهم من التوجيه وجاءوا  لاختبار مدي ذكاءنا .
وقف الموجهه أمامنا ثم سأل : ،من منكم يعرف من هو ثعلب الصحراء ؟
ثم أعطانا اختيارات ،وهو يعد ، علي أصابعه :مونتجمري 2روميل 3رين الدين زيدان 
أشار التلاميذ بأيديهم راغبين في الاشتراك والإجابة ،أوقف أحدهم ثم سأله ،هل تعرف الإجابة؟ 
-نعم 
-من هو ؟
-زين الدين زيدان 
هلل الرجل لإجابة التلميذ :شاطر يا ولد ،إجابة صحيحة، فليصفق الجميع لزميلكم ،في حين أقبلت السيدة ذات الصدر الكبير ،وقبلت الولد واعطته شوكولاته  .ثم وجهه الرجل سؤاله نحوي قائلا :هل كنت تعرف الإجابة؟ 
-وقفت وأنا في حيرة من أمري،  قلت :لا 
أشار بإصبعه إلي خارج الفصل، فدخل رجلان ووثقاني ،ثم اقتاداني إلي باحة المدرسة ،وتم ربطي بساري العلم بعدما جرداني من ملابسي وانهالا علي ضربا ، من ثعلب الصحراء ؟
لا أعرف 
آه آه آه 
من ثعلب الصحراء ؟
لا أعرف 
لا أعرف 
آه آه آه حتي ازدادت الضربات علي كتفي ففتحت عيني ....المنبه ضرب من بدري ،قم عشان تروح الشغل




Share To: