فى ثمنينات وتسعينات القرن الماضي كتبت كثيرا كتابة على شكل يوميات، عدة كشاكيل وكراريس لا أدعى أنها كتابة جيدة، ولكنى أعتقد أنها ليست كلها سيئة حتى أصبح عندى منها مجموعة كبيرة منها لم يطلع عليها أحد، كنت أخجل أن يراها أحد.
ثم توقفت عن الكتابة فما الجدوى من كل ذلك بما أننى لم أنشر منها شيئا لصعوبة ذلك ولعدم وجود من يأخذ يبدى ويساعدنى فى هذا الطريق. وفى يوم سألونى فى البيت هل عندك جرائد من أجل شوى السمك فى الفرن البلدى ؟؟ وكان من عادتى كلما تكدست عندى الجرائد والمجلات وأصبحت عبئا زائدا ياخذونها من أجل ذلك ، فأعطيتهم الجرائد القديمة ولكنهم تقالوها فنظرت لكتاباتى القديمة والتى تذكرنى دائما بفشلى لعدم نشرها أو إطلاع أحد عليها وإبداء الرأى فيها فقمت بوضعها فوق الجرائد لشوى السمك. والحقيقة أن زوجتى رفضت فى بادئ الأمر وقالت إنها ذكرياتك، ولكنى أقنعتها أننى متفرع للقراءة فقط فى هذه الأيام وأننى فقدت شهيتى للكتابة وأنا الكاذب لو تعلمون. وشاهدت أفكارى وهى ذاهبة لجحيم الفرن البلدى فوق السطح..

بعد ظهور الفيس بوك أصبح لى صفحة وقمت بكتابة أشياء لا تخضع لمقاييس القصة القصيرة تستطيع أن تطلق عليها سردا أدبيا، أو مشاهدات حياتية، أو صور نفسية، أو أى شئ ، المهم أنها أيا كانت فهى تعبر عنى. أنا بداخلها وهى جزء من نفسى ،أكتبها بعفوية وبساطة دون تعقيد، ولكنى أحرص كل الحرص على الغوص داخل الشخصيات التى أكتب عنها وأتوحد معها ولو للحظات حتى أستطيع التعبير عما بداخلها من صراع نفسى وتراكمات خفية كامنة تكون فى كثير من الأحيان سببا لدوافع وتصرفات الشخصية على السطح. ما أقصده هو أننى أشكر مارك مخترع الفيس بوك الذى جعل لى منبرا أطل منه على أصدقائي الذين رأوا فى كتاباتي شيئا يستحق النشر وكل الشكر والتقدير لكل من رأى فيما أكتبه شيئا ذا قيمة. ممتن لكل أصدقائى الرائعين...



Share To: