وَمِنْ سَبَأٍ أَرَاني جِئْتُكُمْ وَبِهَذِهِ الْأَنْباءْ .
سَنَدخُلُ بَعْدَ عامِ الْفِيْلِ أوْ عامَيْنِ ،
نَدْخُلُ في دُرُوْبِ الْشَّكِّ ، في دُوَّامَةِ الْمَجْهُوْلِ ،
أَوْ في لَيْلَةٍ ظّلْمَاءْ .
وَنَدْخُلُ في الْأَقاصِي ، حَيْثُ لا دَرْبٌ وَنَمْضِيْ ،
أوْ دَلِيْلٌ نَهْتَدِي بِهُدَاهُ يَوْمَاً في ظَلامِ الليْلِ ،
أوْ في هَذِهِ الْأمْدَاءْ .
ألا يا طَعْنَةً في الْقَلْبِ ،
يا أيّامَ أَحْلَى الْعُمْرِ ، إذْ كانَتْ لَنَا أيَّامْ .
وَيا أشْجَارَنا الْنَّضِرَاتِ في وَادٍ مِن الْأَحْلامِ وَالْذِّكْرَى
وَيا أحْلامَنا في ساعَةِ الْأَحْلامْ .
ألا عُوْدِي إلَيْنا ، نَحْنُ مُنْكَسِرُوْنَ في صَمْتٍ _
كَمَا تَتَكَسَّرُ الأَشْجَارُ إذْ تَتَقادَمُ الأَعْوَامْ .
فَلا أَنْباءُ مِنْ سَبَأٍ ، وَلا طَيْرٌ عَلَى أشْجارِنا غَنَّى .
وَلا نَخْلُ الْسَّماوَةِ قالَ : تَأْتِيْني الْجُنُوْبِيَّاتُ _
إذْ غَنَّيْنَ لِيْ لَحْنا .
تَعِبْنا يا قَطارَ الْعُمْرِ ، ضِعْنا كُلُّنا في غَمْرَةِ الأَيَّامْ .
كَأَنَّا لَمْ نَكُنْ يَوْمَاً مَعَ الأَحْلامِ مُبْتَهِجِيْنَ ،
ما كانَتْ لَنا في تِلْكُمُو الْصَّبَواتِ مِنْ ماضٍ ، وَلا كُـنَّا .
فَيَا حُلْمَ الْطَّفُوْلَةِ ، يا رَبيْعَ الْعُمْرِ ،
يا مَنْ جِئْتَ مِنْ سَبَأٍ ، وَبَيْنَ يَدَيْكَ أكْوامٌ مِن الأَسْرَارْ .
تَعِبْنا يا قطارَ الْعُمْرِ ، ضعْنا في الْمَنافي ،
أوْ أضاعُوْنا بِـهَذِي الأَرْضِ ، لا أهْلٌ وَلا أمَلٌ وَلا سُمَّارْ .
فَلا أنْباءَ أوْ أخْبارَ مِنْ سَبَأٍ ، وَلا مِنْ كُلِّ هَذا الْكَوْنِ ،
كاذِبَةٌ هِيَ الْدُّنْيا ، وَزَيْفٌ كُلُّ ما قَدْ قِيْلَ ،
أَوْ يَحْكَى مِن الْأَقْوالِ وَالْأََخْبارْ .
Post A Comment: