لم أعرفِ الأحزان إلّا عندما
فارقتنا .. تم.فكأنّها حجمُ السما

يا من عصرتَ الدمع في طيني وقد
تنهال طول العمر زرعاً قد نما

أشتاق صفعات الدلال وكفّها
أشتاق صفعات التأدّب مرغما

 يا والدي أشتاق منك عزيمةً
 فتخاذل الأيام أصبح مَغرما

أشتاق تمنعني وتمنع نزوتي
وكأنني لا زلت طفلاً مبهما

لا زلت أذكر هائماً محيا الّذي
 يلقي التحية قادماً متبسّما

من بعد عشرينٍ عيوني نارُها
تنضو الحرارةَ جمرها  قد أضرما

وبظاهر الكفِّ الحنون قرأتها
شاماتُ حبٍّ من تلاوتها الدما

لا زلتُ أسمعك المرتّلَ سورةً
وأعيذ من أذنيَّ أن تتوهّما

فبكلِّ يومٍ كالصلاة حفظتُها
أدعو إلى الغفّار أن يترحّما

 وبكلّ ختـْمات الكتاب نزفتُها
 وأخصُّ ( يوسفَ ) سورةً.. فلطالما
 
أبكى شجوني بالنوى يعقوبها
أيّ الجراح السود كنَّ الأعتما

وبكيتُ في (هودٍ) لنوحٍ ...فابنهُ
قد كان مغرقَ عندها لا منتمى

ومصيبة الأولاد لو عقّوا بنا
من ذا يلمّ الجرح.. لن يتأقلما

أشتاق أجري كي  أراك محبّةً
ووصيّةً وعنايةً وتوسّما

أشتاق تسألني لتعرفَ بذرتي
عمّا جناه الأوّلون الموسما

أشتاق للأخبار من مذياعكم
موجاته تخبو وتعلو سلّما

أشتاق مائدة الفطار تضمّنا
كي أرتويك ..غوايةٌ فيَّ الضما

إذ مرّت الأيام تحملُ ودقها
قد أجدبتني - بعد عزّك - أنعما

إنّي لأشتاق اللقاء بجنّةٍ
من قال إنَّ الموت يبدو مؤلما



Share To: