تدخن سجاير ومعسل ،وتحلف بالطلاق !،وتتحاور ،وتتناقش مع الجميع،وأكثرهم من الشباب بألفاظ جريئة وفي أكثر الأحيان قبيحة ،ترتدي عفريته زرقاء التي يرتديها عمال المصانع لا تعرف إن كانت امرأة أو رجل؟؟ إلا إذا أقتربت منها وأسترقت السمع والنظر بشغف شديد ،وهذا ما فعلته أنا في الماضي البعيد ،وكانت أول مرة أسمع هذه الألفاظ من امرأة. اما هذه المرأة السمراء الزنجية الذي يحكى عنها أنها جاءت مع عائلتها صغيرة أثناء الحرب العالمية الثانية يقول البعض أنها من السنغال ولكن لا أحد يعرف الحقيقة. المهم أنها أفريقية ،و تسكن العشوائيات بجوار مقابر دمياط ..كانت تتحدث بطلاقة وأسى عن ذكرياتها وعن البلاد التي زارتها ،والتي أعتقد أن أكثر هذه الحكايات والذكريات من نسيج خيالها الواسع أكثر من إتساع ذمة محمود القهوجى عندما يريد مغالطتي في الحساب وكثيرا ما يحدث. كانت تتحدث عن الحرب متقمصة شخصية محمد حسنين هيكل ،وعن والدها الذي يحارب فيها في صفوف قوات الحلفاء ضد قوات المحور ،وكأنه المارشال مونتجمرى الإنجليزى في معركته ضد المارشال روميل الألماني في شمال أفريقيا. ظلت هي ووالدتها في مصر ،ولكن أمها توفيت بعد والدها بوقت قصير ، ثم تزوجت شفيق العربجى ،وشهرته "شقفة ". لم تفارق مصر منذ دخولها،كانت تمزح مع الجميع ويتجاوز معها الشباب في ذلك المزاح ، ولا يغضب من ذلك زوجها "شقفة العربجي " بل كان يضحك هو أيضا ويخبر الجلوس بأشياء من أسرار الزوجية وكان ذلك يثير الحوار ويهلب ويفتح الشهية أكثر للنقاش. فكانت ترفسه بساقها الذي يشبه سيخ الحديد لونا وحجما تعبيرا عن غضب مصطنع ولكن نظراتها تطلب منه مزيدا من البوح والحكاية!. فكان يمسك بقدمها ويسحبها علي الأرض وهى تسبه وتلعنه بأبيه وأمه.. فتلوي نفسها بسرعة وهى الخفيفة النحيلة ثم تلف زراعها على رقبة شقفة ،وتلويه وتعتليه موقعة به أرضا كما يفعل لاعبي المصارعه ،وسط تصفيق الشباب وتشجيعها بحماس شديد، بعد أن تحول المزاح لشبة مباراة مصارعة بينها و بين زوجها. شقفة العربجى .
Post A Comment: