لا اعلمّ، على وجه الدقة، لماذا تصرّين على اخباري بأمر الرجال، المعجبين بك، والمستعدين أن يفعلوا أي شيء تطلبين مقابل القليل جداً منك أو لا شيء على الاطلاق.
آخر المعجبين صاحب شركة عرض أن يرسل لك نقوداً وهدايا مقابل الحصول على رقم هاتفك. طبعاً هذا المعجب أتصل بك على المسنجر وأخبرك ما أخبرك وعرض عليك ما عرض. ولكن لماذا تصدقينه؟
ما أدراك بأنه صاحب شركة؟ وهل تعرفين أي شيء عن أصحاب الشركات عموماً؟ أو كيف يصير المرء صاحب شركة؟ حتماً ليس من خلال تبذير الأموال يمنة ويسرة. ليس بارسال نقود وهدايا الى كل صديقة جميلة يتعرفّ عليها بواسطة الفيسبوك.
مثل هذا المعجب هو على الأرجح مجرد رجل عاطل عن العمل أو رجل متقدم في السن وحيد ويحاول أن يغويك بوعود كاذبة أو اي رجل من أي نوع آخر.
هل أنت ساذجة الى هذا الحد بحيث تصدقين كل ما يُقال لك؟ أم أنك اخترت أن تصدقيه لأن في وعوده استجابة لأمانيك؟
وأنه سيرسل لك النقود والهدايا فقط مقابل الحصول على رقم هاتفك والكلام معك. هل أنت متأكدة بأن هذا المعجب هو رجل فعلاً؟ يبدو لي وكأنه ملاك. ليس من عادة الرجال عموماً أن يدفعوا مالاً مقابل محادثة هاتفية بريئة.
طبعاً من غير المستبعد تماماً أن يكون رجلاً وحيداً ويريد أن يبدد احساسه بالوحدة من خلال محادثة هاتفية بريئة مع امرأة جميلة. ولكن طالما انه قادر على ان يدفع، فلماذا لا يحصل على خدمة أفضل وربما مقابل مبلغ أقل أيضاً. هناك من تُعرف بـ"فتاة الاسكروت" وهي ليست مومساً وانما مجرد امرأة تقدم خدماتها للرجال الوحيدين فتقبل مرافقتهم الى مطعم أو حفلة أو بار مقابل مبلغ معلوم، ولاجنس هناك. فهل هذا ما يريده منك، "فتاة اسكورت" على الهاتف؟
لا تقولي لي بأنه يريد صداقة بريئة. الصداقة البريئة لا تُشترى بالمال والهدايا.
أعلم يا صديقتي بأنك لم تعرفي من الرجال، معرفة خبرة عمليّة، سوى زوجك. وهذا طبعاً لا يكفي لتحيطي احاطة عمليّة بعقلية ابناء الجنس الآخر. ولكن مع ذلك، أظن أن كلامك عن المعجبين بك، وعروضهم السخية، لا ينمّ عن براءة أو ضآلة معرفة بعقلية الرجال عموماً.
أحسب أنك تعرفين في دخيلة نفسك بأن خلف هذه العروض هناك مطالب ليست بريئة على الاطلاق. انك في هذا السيناريو المعروض لست سوى سمكة وأن المعجب هو صياد وأن العرض السخي هو الطعم. ولكن بدلاً من أن تغضبي من رجل ينظر اليك هكذا نظرة، فتعطيه بلوك وتقرري ان تنسي امره تماماً، أراك تتباهين بالأمر. لماذا؟
ألأنك بحاجة الى معجبين، خاصة معجبين أثرياء وأسخياء؟ لأن وجود معجبين كهؤلاء يمنحك الثقة بالنفس ويجعلك تحسين بأنك مرغوبة، أو ما زلت مرغوبة، من قبل الرجال؟ لماذا؟ وهل حقاً يستحق مثل هذا الاحساس أن تقبلي "صداقة" رجل ينظر اليك كمجرد سمكة يريد أصطيادها؟ أم هل غاب عن انتباهي امر مهم؟ أخبريني!



Share To: