ها قد حَل الشتاء
 يا سلوى
أختفت خُضرة الأرض
تساقطت أوراق الشجر
الحيوانات والطيور أصبحت عطشى وجوعى
قبل ثلاث غُصص رأيتُ حمامة تصرخُ من شدة العطش 
ترفع رأسها نحو السماء
تترجى الملك الموظف بهطول المطر
أن يقوم برعش السحاب كي تُنقذ الأرض من الجفاف

رأيتها فاُصبتُ بالحزن
تتسلل إليّ على هيئة إبر الخياطين
وسكاكين الجزارين ومعاول الفلاحين فأستوطن في أقصى فؤادي وهأنذا أعاني من الطعنات

وقبلُ أربع تنهيدات
صادفتُ حيوان يُدعى الماعز
جسده نحيل كعود ثُقاب وعيناه مُطفئتان كالشمع
وأمعاءه يصرخن من شدة جريمة الجوع
ورأيتُ كلبٍ جميل لونه أبيض 
يلهثُ من شدة العطش
ورأيتُ ورود الحدائق قد ودعنّ جمال فصل الصيف 
فأنتابني الأسى يا سلوى

هيا قولي اُحبُكَ بصوتٍ مرتفع 
وعلى صدأ صوتكِ
ترتعش السحاب 
ويهطلُ الغيث

تخضر الأرض
ويرتوي طائر الحمام 
ويشربُ الكلب 
ويشبع الماعز
وترقصُ جميع الحيوانات 
وتتفتح الورود
ويبتسمُ قلبي  



Share To: