"اصح يادفعة" قالها لى سائق سيارة الأجرة عندما وصلت الإسماعيلية قادماً من سيناء حوالي منتصف الليل وأنا في فترة التجنيد. لا أعرف ما العلاقة بين ركوبي السيارات ونومي بها ، و بعمق شديد حتى
المسافة التي تقطعها السيارة في ساعات، أشعر أنها أثناء ركوبي السيارة أو بمعني أصح نومي بها تمر وكأنها دقائق أو ثوان. نزلت من السيارة هل حلمت أثناء ذلك أننى وصلت إلى البيت وتناولت الطعام ثم نمت حقيقة على سريرى ! كان الطقس ربيعيا يميل للدفء به نفحة رقيقة تداعب وتبعث على الخمول والكسل والاستسلام للنوم ، وكنت آخر من نزل من السيارة. هل تأفف السائق من تباطئي وتأخرى فى النزول وأغلظ فى القول وهو يطلب ذلك منى ذلك ! لا أعرف. ألملم نفسى قبل أشيائى فى محاولة ومجابها لطرد الوخم والكسل اللذان وقعتُ تحت سيطرتهما منذ ركوب السيارة الذى أتمنى أن يستمر ، ما زال السائق يردد :أصح يادفعه، لم أره جيدا فما زلت تحت تأثير وسلطان النوم وسحره وأحلامه وأسراره وأساطيره ، والذي يداهمني أثناء السفر لا اخفيكم سرا هو إحساس ولا أروع فليس هناك أجمل من النوم العميق وبتغييب أشد من النوم المعتاد فى البيت.
ناولت الأجرة للسائق دون أن أراه جيدا فأنا ما زلت بين النوم والحلم واليقظة ،أتجهت لركوب سيارة بورسعيد ،ثم منها لدمياط ثم للبيت ،لم أجد سيارات لبورسعيد في هذا التوقيت المتأخر الساحر والذى يصلح للعاشقين، الهائمين، الحالمين ،الساهرين أكثر مني ،فالساعة تقترب من الثانية صباحا ،ولكن هناك حل آخر هو أن أركب للمنصورة ومنها لدمياط. ركبت سيارة المنصورة وبعد لحظات قليله أقرب للمح البصر. هل كنت أحلم أننى كنت جالساً مع أصحابى على مقهى فى دمياط بعد أن أصر صديقى أن أتناول قهوة معه : سمعت صوت كالذي سمعته في الاسماعيليه من سائق سيناء "أصحي يا دفعه" تعبت ووجدت نفسي في المنصورة غير مصدق أن السيارة وصلت بتلك السرعه وكما حدث مع سائق الإسماعيلية حدث مع سائق المنصورة، دفعت له الأجرة تحت تأثير و سيطرة سلطان النوم وأسراره وسحره وسطوته.
ذهبت لركوب سيارة دمياط لم أجد بالسيارة أحد، وجدتها خالية من الركاب، فأنا أول زبون. وكان ذلك بجوار كوبري البحر الصغير فوضعت حقيبتي علي الأرض ،ووضعت رأسي على الحقيبة وتمددت ثم توقفت غيبت فى النوم بعد أن قلت للسائق: "عندما تتم أفراد السيارة نادي علي" ودخلت أيضا في نوبة نوم أشد تغييبا من سابقتها وقد مر الوقت في لمح البصر و بعدها بدقائق أذن للفجر . هل حلمت أيضا أننى كنت أجلس مع أمي ونتاقش لماذا تأخرت فى الجيش هذه المرة وأن هذا الحوار الذى كان قبل النوم مباشرة ببنها وبين أخوتى وأنها خصصت لي طعاما أعدته من أجلي لأنه لديها شعور غامض بأنى فى الطريق اليها ؛ وبعد لحظات سمعت ما سمعته فى الإسماعيلية، والمنصورة "أصحي يادفعة" وصلنا دمياط وحدث مع السائق كما حدث مع سائق الإسماعيلية والمنصورة ،ولكن سائق دمياط كان أرحمهم فأخذ يسخر مني هو و زملاؤه في الموقف بعد أن ابتعدت عنهم خطوات وسمعته يقول ساخرا :نم واشبع في بيتكم يا دفعه، بعد أغرى و شجع زملاءه السائقين أن يسخروا منى ويضحكوا لست متأكدا انتى سمعت ذلك حقيقة ،ولكن ما أنا متأكد منه وأغضبني هو ؛ عندما أخبرني ركاب السيارة أنهم كانوا يعدلون رقبتي عندما كانت تميل ناحيتهم أثناء نومي العميق والذي كان أشد سحرا وتغييبا من نوم سيارة سيناء ،والإسماعيلية ،وسيناء أيضا ، وأنا أقول في نفسي :"سواق رخم، سواق غتت، سواق ..... " قابلني أحد الأشخاص في أحد شوارع دمياط وأنا في طريقي للبيت لا أعرفه وقال:صح النوم يا دفعه فقمت بسبه في نفسي أيضا حتى أنت هى ناقصاك: يا بن أل ......
Post A Comment: