ان الباثولوجيا الاجتماعية هي تلك الحالة من التقييم الاجتماعي للسلوك الإنساني وفق التصلّبات السياسية و المحددات الدينية والالتزمات التاريخية،خلقت تلك الايديولوجيا التي تعمل على تبرير مصالح الجماعات المهيمنة و المُرتبطة بواقع  الملابسات الاجتماعية المتطورة ضمن نمط خاص من الفكر الذي تفرضه المقارنات و الأنماط النسقية المعاشة للإنسان ضمن سياق التاريخ والمجتمع، و عبر الوجود الفاعل و الملموس اجتماعيا لأداء و ظائفه.
فالبحث عن الخروج من تلك الباثولوجيات  في الواقع يجب أن يدرك هدف الإيديولوجيا و وجودها التي تحنو إلى ترسيخ الشرعية على ذاك الواقع المعاش، فكلّ فترات التاريخ احتوت على أفكار تَسمو على النظام  الاجتماعي القائم. فكانت إلايديولوجيات المناسبة لتلك المراحل من الوجود الانساني طالما ظلّت مُلتصقة بشكلها العضوي معه. 
ان وضع أفكار يوتوبيا خارج الوعي الواقعي للمجتمع و المرحلة، واشكالية بناء عالم يَسمو على التاريخ و الزمن و منه محاولة فرضها و تجسيدها في السلوكات الاجتماعية فعلا و ثقافة، خلق ايديولوجيا 
تَعكس البناء الثقافي الكلّي للمجتمع قبولا و تحيزا، و فقدت الثقافة العربية أمتلاك  رؤية تطلّعية للمستقبل قبل الفردوس. ان الجميع مارس الايديولوجيا و لكن عبر عقلانية ثقافته، فماركس مثلا الرافض لها اعتبر ان الشيوعية ليست حالة ينبغي أن تُقام، وليست مثلاً أعلى يفرض نفسه على الواقع، أنما يكيِّف نفسه تبعاً له.وان  الشيوعية هي الحركة الفعلية التي تُلغي الظروف الراهنة. فالظروف التي ستسير في ظلّها هذه الحركة تنبثق من الظروف الموجودة الان. ان الايديولوجية هدفها الاستقرار و إخفاء الوضع الراهن و ما يحمل من كل تلك الباثولوجيات ، من خلال تفسير شؤون الحاضر عبر  الارتباط بالماضي ليعيش الحس الجمعي العام لذة الانتماء إلى زمن غير مدرك وفق التمجيد لا الفعل.



Share To: