أصبح بطئ الخطى ،متثاقلا فارقته خفته ورشاقته ،تأكد من ذلك وهو ينزل درج السلم الذى كان يطويه فى الماضى تحت قدميه صعودا وهبوطا برشاقة متناهية حتى خطواته على الطريق أصبحت تابعة لعقله الذى فقد الأحلام ونفسه التى لم تعد تتمنى الأنطلاق ،لم تعد تداعبه الأمانى كما كان فى مقتبل العمر ما الذى تغير ؟هل هو من تغير أم الأشياء والحياة هى التى تتغير ؟أين كان يسكن كل هذا الهدوء والسكون واللامبالاة التى تسيطر عليه الآن ؟؟
من أين أتى كل هذا الانطفاء الذى يريد أن تكون له اليد الطولى والسيطرة على ما تبقى منه ؟؟يشعر أن الثلج يزحزح الحرارة يحس أن التثاقل يحل بديلا عن الانطلاق هل هو العمر المتقدم نسبيا ما ؟؟هل هو الوعى ؟؟.....الغمام يحاصر قرص الشمس ويحاول خنق الضوء ويضيق عليه مساراته التى يتفذ منها غض الطرف عن ذلك المشهد الذى يقبض نفسه.............خرح من كل ذلك بصعوبة ارتفع ضجيج بين بعض الشباب صغار السن وكل منهم يتسابق قبل الآخر ليقص على الآخرين ما يتمنى تحقيقه فى المستقبل من أحلام وآمال وهم منطلقون فى سيرهم بخفة ورشاقة وجمال أفكارهم ونفوسهم وكأن الأرض تضيق بأحلامهم وكأن العمر أقصر من أمانيهم.....كانوا متجهين لشرق المدينة ،أما هو فكان يكمل المسير فى اتجاه الغرب...
Post A Comment: