لم يكن وجودي ،بين صفوف الفريق الاول صدفة ،لا ،بل كان وليد جهد ومثابرة ،وعرق في التدريب .كانت البداية حماسية ،ومحملة بما هو آت،  .أحبني المدرب ،والإداريون ،ونشأت بيني وبين بقية اللاعبين علاقة ود ومحبة ،ولكنها لم تخلوا من منافسة ،وغيرة في بعض الأحيان.،ولكني كنت أراها مقبولة ،وطبيعية. ثم بدأت مرحلة الإختيار والترقي ،كنا جميعا نحلم باللعب ضمن صفوف الفريق الأول. ،تم إختيار ثلاثة منا ،وكنت أولهم.. كان لإختيار الكوتش لنا اثرا عظيما علي نفوسنا ،فرحة لاتوصف ،وسعادة غامرة اعطتنا ثقة بالنفس ،ودفعة للأمام جعلتنا نشعر بأهميتنا، وأننا نحن المنضمين الجدد ،لسنا أقل من الكبار .تم ضمنا إلى معسكر الفريق الأول، استعدادا للقاء نادي كاندي بني كوراا البنيني  في تصفيات الكاس.  وكلما كان يقترب ميعاد  المبارة ،تتقد حماستنا ،وتزيد اشتعالا ،حتي جاء يوم المبارة ،وكان يوما ممطرا ،شديد المطر علي الإستاد ،والجماهير  .إزداد  عزمنا  واصرارنا علي الفوز . لعبنا بروح قتالية ،حياة او موت .مبارة مصيرية بالنسبة للجميع .كنا نمرر الكرة بقوة وحماس لا نظير لهما إلا في مباريات كتلك ذات أهمية وفاصلة  .الخطة هي أن نتواجد قرب خط الثمانية عشر بإستمرار .وألا نتوقف عن التهديف، هكذا قال المدرب :كلما أتيحت لك فرصة التهديف ..صوب بلا يأس ...كثرة التصويب  ستضمن لنا هدفان او هدف علي الاقل وهذا ما نحتاجه للصعود للدور الثاني .... بتنا نحلم بخط الثمانية العشر والأهداف التي سنمطر بها  الفريق الخصم. ،كما حلم كل منا بهدف من صنعه هو .، وأكتاف  زملائه ،وهي تحمله وهتاف الجمهور في المدرجات. حلمتا أيضا بالمكافاءه الكبيرة التي وعدنا بها مدير النادي ،عشرة الآلاف لكل لاعب في حالة الفوز 
                  *******************
ليلا ،وفي المعسكر ،كنا نتسامر ،حكاية وراء حكاية .فزورة وراء فزورة .كنا ننظر إلي الكبار منا ،نظرة لا تخلوا من تقديس واعجاب. ولكن سرعان ما انقلب إلي نظرة أخري أكثر عادية وبساطة ،وخاصة بعدما سمعنا حواراتهم عن قرب ،عن فتيات الليل والأفلام البورنو .إذا، لا ضير من مواجهة  الحلم الأول بحلم ثان ،وهو الحلم الأكبر، والطموح الذي لا حدود له ،وإن كان مشروعا وجانحا إلي حد ما ،ففي قلب كل شيء شيء آخر يحاول هزيمته ،هكذا نقل لنا عبر أثير المعسكر الروحي والممغنط في آن واحد .ثمة ترددات تعتمل في الأجواء. ولأن أغلبنا ليس راض في قرارة نفسه ، ويحلم بالاحتراف في نادي أجنبي، لكي يصبح نجما من نجوم الإعلانات ،ثم لتساقط عليه بعد ذلك الآلاف، ثم الملايين ،او ان يمتلك سيارة احدث صيحة ،أو الزواج من إبنة أمير  .لم يفكر احد في النادي .لم يقل أحد إنه ابن النادي، وأنه يلعب من أجل الفانله. المدرب يفكر والجميع يعلم في عقد في احد الأندية الخليجية. اما مدير النادي  فلا يفكر إلا في مصلحته الشخصية حتي لوكان ذلك علي حساب ام الفانلة .هذا الوهم والحماسة الزائفين الذين سبقا المبارة لا محل لهما من الإعراب. الجمهور أيضا له حساباته الخاصه .حسابات مساطيل وعصبية زائفة. 
                      ******************
لعبنا بروح قتالية، حياة او موت .مبارة مصيرية بالنسبة للجميع .كنا نمرر الكرة بقوة وحماس لا نظير لهما إلا في مباريات كتلك ذات أهمية وفاصلة. كانت هتافات الجماهير ملهمة ،وحاسمة. أحرزت هدفا من تصويبة مباشرة  خارج خط الثمانية عشر ،وجري اللاعبين نحوي ،وحملوني علي أكتافهم. 



Share To: