حبك منفى
وغربة إجبارية
وموانىء ومطارات
وأسفار
وأنا سفينة
بين الموج والدوّامات
تواصل الإبحار
في ليل دامس
وظلمة حالكة
بلا قمر
أو ضيّ فنار
بحارك ما أعجبها
ما أغربها
شواطئها كالأسوار
أمواجها
كرؤوس الشياطين
تحمل شعلات
من نار
وكأني في دروب
وفي أخر كل درب
ألف جدار
بحارك يا سيدتي
بلا أعماق
بلا أغوار
ممتدة إلى ما لا نهاية
مبهمة
كالسحر وكالسحّار
غربة يا سيدتي
أخذتني لألف طريق
وألف ألف مشوار
لا أرى فيها إلا الغيوم
لا أحس منها
غير المرار
وملح داخل الجرح
ودموع في العيون
كالأمطار
موانىء ومطارات
تمزق جوازات مروري
وتسب مشاعري
دون سبب
ودون اعتذار
بحثت في كل المدائن
ما وجدت مأوى
ولا ديار
حبك منفى بمعنى الكلمة
يا سيدتي بكل اختصار
أنا ما اخترته يوماً
وما كان لي فيه
أي خيار
هو ما خططته
وساقته لي الأقدار
أما أنا
ما كان لي في عشقك
أي اختيار
أنا مللت وسئمت
أن تموت كل يوم
نغمة فوق الأوتار
أن يسير قلبي بين الريح
دون عباءة
أو دثار
أن يشعر قلبي كل ليلة
بلحظات الموت والاحتضار
أنا أحبك يا امرأة
لكن من خلف جدار
أو خلف ستار
فمتى يا حبيبة قلبي
متى تضاء بيننا الأنوار
متى تجري المياه بيننا
متى تجري الأنهار
ونلتقي سيوياً
أمام كل الناس
وكل العيون والأنظار
أم أني سأظل في عشقك
يا سيدتي أبحر
ضد التيار
أعشق الموت على يديك
وأعشق يا سيدتي الانتحار
***
Post A Comment: