خاطرة عن الفنان محمود الإدريسي بقلم خديجة الخليفي تشكيلية و قاصة من المغرب

مساء الخيرات،

هذه الليلة أردت تدوين حب على صفحات العالم الأزرق. قبل أيام، قبل ليال بل قبل سنوات دونت حبا وهو حبي لوالدي رحمه الله. هذه الليلة هي ليلة  تدوين لصوت غاب عنا جسدا، هذه الليلة هي تدوين لصوت لن يموت طربه!

محمود الإدريسي، الفنان الشامخ صاحب أغنية ساعة سعيدة ما تباع بأموال... محمود الإدريسي صاحب أغنية اصبر ياقلبي والأغنية الرائعة عيشي يا بلادي الغالية يا حبي الكبير...

محمود الإدريسي، النغمة التي بحثت عن الكلمات الأنيقة... 

محمود الإدريسي، النغمة الجميلة التي كانت تختار ما يرافقها من حسن في دنيا المقامات...

محمود الإدريسي، نغمة جميلة في الماضي والحاضر والمستقبل..

أذكر أني رمقته في إحدى شوارع الدار البيضاء، وعندما أدركته عيني حقا، تمنيت لو التقطت صورة لي معه للذكرى، وبين التمني والقرار، غاب عني الفنان محمود الإدريسي في الزحام.

رحمك الله فناننا وأسكنك الله فسيح جناته. 

لم أستطع أخذ صورة لي معك أيها الراحل عن الدنيا، لكني استطعت تدوين إعجابي بكل ما قدمته من فن راق، كما استطعت تدوين حبي لك كإنسان، فملامحك تكشف بكل قوة عن طيبوبتك، ويكفي أنها حملتني لرسمها رغم كل الظروف على ما وجدته أمامي من ورق عادي، وقلم رصاص عادي، لكني لا أخفيك الأمر أني استعملت أيضا تقنيات أخرى كانت مركونة بجانب قلم الرصاص.... ويكفي أن طيبوبتك حملتني لرسمها في وقت لا أستطيع فيه حمل لا الريشة ولا القلم، لأني متعبة وحزينة لتعب الأقرباء وحزينة لغياب كل من أحببناهم من فنانين وأدباء وأناس آخرون...

أيها الفنان الأنيق، لقد تحديت الورق المتكسر وحملت القلم،  لا لأرسم لك بورتريه وإنما لأرسم تدوين حب،  واسمح لي أن أضيف إلى حروف  الحب هذه رقما ؛ فعنوان ما كتبت هذه الليلة وما حاول قلمي رسمه هو "تدوين حب رقم 2".

رحمك الله أيها الفنان المطرب، وألهم ذويك الصبر والسلوان.