من لاذ بالصمت في معركة المغرب السياسية والديبلوماسية قبل العسكرية في مواجهة عبث البوليساريو و شطحات النظام العسكري الجزائري لا الشعب الشقيق، لم يعد له مكانة في وجداننا الشعبي، ولم يعد تربطنا به سوى أعراف العلاقات الديبلوماسية في حدها الأدنى... علاقات بلا عمق روحي ولا تجذر شعبي ولا وحدة مصير...
من اختار المنزلة بين المنزلين، متجاهلا الحق، لاعبا بخسة على الحبلين، يرضي هذا وذاك جبنا أو تذبذبا في مواقفه على عادته، و تبلدا في رؤيته السياسية المستقبلية، ممتهنا بمكر الابتزاز السياسي الرخيص، فقد ثقتنا ودعمنا... فقد احترامنا... و كشف لنا كمغاربة قبل النظام أن قضاياه غير عادلة، و معاركه باطلة، وإعلامه مزيف كمشاعره وابتساماته الصفراء...
إننا كمغاربة نقيس شعبا ومسؤولين مدى عقلانية مواقفنا الدولية ومدى صواب خيارتنا العربية والإقليمية، بمدى تضامن الآخر... الشقيق المحتمل.... الشقيق الذي لم يجرب.... معنا في قضية لا مساومة حولها ولا عليها... هي قضية الوحدة الترابية... لأنها قضية الشعب قبل الدولة...
سقطت أقنعة كثيرة....و سقطت ورقة التوت فعرت عورات من يكن حقدا دفينا ويغار من تجربة المغرب وعمقه التاريخي والحضاري وينافقنا ساعة الرخاء، حتى إذا ما اشتدت أدبر أو تعلل بعلل الجبناء والانتهازيين و حاضنات الإرهاب ومشاتل بذرات الفتن وخلق القلالق للدول... عرت الكركرات المجيدة عن الوجه الحقيقي لبعض الأشقاء المزيفين، والأصدقاء الحربائيين....منهم من هو مغلوب على أمره والقرار السياسي اختطفه منه التيار الإسلامي الإخواني، أو فوض لهم الأمر لأنه منهم وهم منه لكن وراء حجاب، و منهم من يجد نفسه سياسيا أقرب للعسكر بالجزائر لطبيعته حكمه من المغرب الديمقراطي المتعدد، وربما يعتقد خطأ أن دعمه يعني دعما لحكومة البيجيدي الإسلامية، ونكاية بها، يفوت عليه فرصة التضامن مع المغرب أمة وشعبا، لأن المغرب الحضاري مواقفه وسياسته الخارجية ثابتتان وتاريخيتان وصادقتان ولا علاقة لهما بحكومة عابرة، ولا رئاسة حكومة إسلامية، فالمغرب ديمقراطي النهج والجوهر... ويؤمن بالتداول على السلطة، ويحترم الإرادة الشعبية.
شكرا للذين أثبتوا أنهم الأشقاء الحقيقيون بلا مراوغة ولا حسابات سياسية، تموقعوا حيث المغرب وقضيته العادلة.... رحل رؤساء ناوؤوا المغرب العداء بأبشع الطرق... وظل المغرب في صحرائه والصحراء في مغربها.. أرفع قبعتي تحية لكن من اتخذ مواقفا واضحا دون تردد بشجاعة.... هؤلاء الحكام الفرسان الحكماء... ودون جبن سياسي ولا ابتزاز صامت ولا مساومة مراوغة... لن ننسى لهم الجميل... مهم طال الزمن...
شكرا للإمارات العربية المتحدة... التي دشنت قنصليتها بالصحراء المغربية... وأعطت الدليل أنها بلد الحكمة والعقل... وبلد يحكمها العقلاء لا يمكن أن تكون قضاياها إلا عاقلة عادلة..
شكرا لها... من الشعب قبل الدولة...
شكرا للبحرين... التي أعلنت عن الأمر نفسه... من الشعب قبل الدولة... وبرهنت عن عمقها العربي الحضاري والقيمي...
فالحق واحد لا يتعدد... قضاياكم غدت قضيتنا كعادتنا مع الأشقاء لا يخذلوننا ولا نخذلهم مهما تغير الزمن...فالخذلان شيمة الخرفان ورعاتهم.
شكرا للسعودية .. التي عبرت عن دعمها في موقفها السياسي الواضح وغير المتذبذب... وأعطت الحجة أنها خير ممثل للعالم الاسلامي في قيادته بمرجعية العدل و نصرة الحق...
شكرا من قلب الأمة المغربية التي تقدس أرض الحرمين، و تعتبر أمنها ووحدتها وقضاياها جوهر قضايانا المقدسة...
شكرا لكل شقيقة عربية... كانت معنا دوما بلا مساومة سياسية ولا حسابات مخيبة للظن..
شكرا للدول الافريقية التي آزرت المغرب... بلاغا سياسيا وموقفا ديبلوماسيا و فعلا مبدانيا قوي الرمزية، ثقيلا على الخصوم، بالتواجد الديبلوماسي بالصحراء المغربية...
شكرا لكل جمهورية أو ملكية ساندتنا في بلاغاتها الرسمية وعمليا بالتواجد والتمثيلي بالصحراء المغربية الغراء، وشكرا لغير العرب ولغير الدول الإسلامية الذين لا تجمعنا معهم غير الإنسانية و المواثيق الأممية والقضايا العادلة والحق الواحد الذي لا يتعدد ولا يتجزأ...فكانوا خير سند.. وخير شقيق لم يولد من رحم الأمة الإسلامية ولا من مشاتل العروبة المتهالكة...
لن ننسى من صمت وخذل و اختبأ و تردد و ساوم في الكواليس وباع ضميره للشيطان وصلى معنا فجرا...
لن ننسى من اختار الوسط موقف الجبناء الانتهازيين ... ومن شط عن الحق... ومن دبج بلاغا لا يغني ولا يسمن من جوع، لا يعمق علاقة، ولا يرقى بها... ولا ينصر حقا، ولا يضعف جبهة الباطل ولا يستحضر دماء شهدائنا في الشرق قبل الصحراء المغربية، في جبهات بعيدة، قبل جبهة الصحراء... دم شهادئنا يسائل فيكم الضمير وأسطورة وحدة المصير...
لن ننسى ربيعا عربيا انبثقت عنه ديمقراطيات عربية، فصيحة جدا، تجيد الخطابة ولا تجيد الاصطفاف مع الحق... وتراهن على ديبلوماسية لا موقف واضح لا تكلفة سياسية زائدة... الموقف شجاعة والصداقة تتطلب تكلفة سياسية... لكنها لن نكون بحجم الخسارات التاريخية والقيمية...
للمغاربة ذاكرة قوية.... قد تنسى الدولة خذلان الأشقاء في زحمة الحياة السياسة، لكن الشعب لن ينسى من كان لقضاياه المصيرية سندا ودعما...
لن ينسى من خذله... والتاريخ هو المحك
لن يسنى من صمت عن الحق والتمس طريقا في خطاب مهلهل لا يليق بعلاقات متميزة تاريخية...
لن ينسى من تخلى عنه، وإن كنا جبهة داخلية وطنية قوية قادرة على قهر العبث والخبل السياسيين... لن ننسى من فكر طويلا وحسبها سياسيا بميزان الخسارات لا بميزان العلاقات و رد الفضل على الاقل بمثله...
الحياد في قضيتنا العادلة شماتة و ضحك على الذقون... فإما معنا أو ضدنا...
قمة العبث والنفاق السياسي هما د الوقوف على المسافة نفسها من قضيتنا الوطنية بحجة واهية وماكرة وعبارات مسكوكة تصلح لكل موقف متذبذب، فمساواة دولة عريقة ذات قضية عادلة تاريخيا وسيايبا وإثنيا و أمميا وقانونيا،مدت يدها لكل الحركات التحريرية، ولكل الشعوب المقهورة وعصابة تستغل قضية وهمية بتواطؤ مع جنرالات الجزائر أمر مخجل.... ربما سفارتكم ستظل على أرضنا.... لكن قلوبنا لم تعد معكم ولا تعولوا على دعمنا الشعبي... ولن ننافقكم... لستم منا ولم نعد منكم...
من يحب المغرب اليوم إما أن يكون أو لا يكون...
صرنا نعرف من الأصدقاء ومن الخصوم في عباءة الأشقاء....
Post A Comment: