بعد نزولنا بورسعيد أنا والحسينى زميلى فى الجيش من بيجوه الإسماعيلية بعد الفجر، توجهت أنا والحسينى لموقف دمياط، فلم  نجد سيارات بالموقف  فطلب منى الحسينى أن نشرب قهوة  وينتظر معى فى المقهى حتى  تأتى سيارات. الحسينى لا أثق فيه أبدا، دعك من خفة ظله و جمال روحه وصفاء نفسه وإخلاصه للأصدقاء ، ولكنه شبه مغيب أكثر الأوقات، فهو يدخن سجائر بكميات كثيرة ويتناول دواء للسعال بكثرة. والأغرب أنه لايكف عن السعال، ثم أتضح بعد أن هذا الدواء مخدر ، وأيضا فى كثير من الأوقات لا يعرف سبت من أحد، ولايهمه فى أى عام نحن، ولايفرق معه كثيرا الأربعاء من الجمعة وكأنه خلق من اللامبالاة... 
ذهبنا للمقهى القذر الرطب المظلم الذى تنبعث منه رائحة كريهة عفنة لا أستطيع وصفها،  فأنا فى حاجة لألف عقل مع عقلى لكى أحدد ماهيتها فهى خمجانة من ألف عام.   

القهوجى يقابل الحسينى بحفاوة وترحاب شديد، وبعد السلامات و القبلات والعناق يجلب القهوجى جوزة حشيش مشهرا الغابة باتجاه فمي مساء السعادة يا عسل. يناديه الحسينى تعالى هنا ده ما بيشربش حاجة خالص  فيتناولها الحسينى بنهم شديد وهو يشد أنفاسها بشراهة وبعدد وفير كالمجنون ، وكان جائعا فيغشى عليه ويحضر القهوجى كوز ماء ساقع ويصبه فوق رأسه فيسترد وعيه ثانية ممسكا بالغابة من جديد، شادا أنفاسا أكثر قوة وعمقا فيقع مرة أخرى وقعة أشد من سابقتها ، ويصب القهوجى فوق رأسه للمرة الثانية ثم نجلسه مرة  آخرى على الكرسى بعد أن :عدل القهوجى رأسه وبعد أن أصبح كتفاه مسترخية على الكرسى من شدة الانشكاح ، وبعد أن بح صوتى وأنا أنهيه عن تناول المخدرات ،و أحاول اخراجه من المقهى الذى ابتعدنا عنه قليلا.

 قابله شخص يبدو عليه أنه مجرم وشبه مغيب هو الآخر  وقال له:"فين ياد يا  حسينى، يا  نصاب، يا حرامى يا إبن ال......أل  ٤٣ جنيه أل عليك من قبل ما تسافر"، ثم قام بخنقه والحسينى يترنح  فتدخلت مخلصا له  من يده . فى تلك اللحظة أخرج الحسينى مطواة قرن غزال وحاول ضرب ذلك الشخص وهو مسطول فكاد أن يصيبنى بالمطواة بدلا عنه  لفقده التركيز  وعندما رأى ذلك الشخص صاحب ٤٣ جنيه أل على الحسينى من قبل ما يسافر، الشر والغضب من الحسينى المغيب وبعد تفكير للحظات  قائلا  له :"إحترامك للرجل المحترم أل معاك ده"، وأشار ناحيتى فشكرته وانصرف أصر الحسينى أن يوصلنى لموقف دمياط بعد أن  يذهب بشنطة ملابسه للبيت ولكنى تخوفت أن يذهب لبيت آخر...... أصلا أنا لا أصدق أن للحسينى  بيت وأم من الأساس ثم سقط في الشارع مغشى عليه  مرة أخرى، ثم أسترد وعيه بعد أن ضربته على خده  بشدة  فأخذ يحملق فى البيوت وقال :"أيوه بيتنا هناك أهه والله العظيم"، ثم سألته أنت تعرفنى يا حسينى  فقال :"أيوه يا جدع أنت إبراهيم"، قلت :"طيب أنا من أى محافظة؟" ، فقال بعد أن  فكر لحظة وببعض التردد من دمياط، وتقدمنا ناحية البيت الذى أشار عليه ورن الجرس وأبتعدت قليلا خوفا  أن لا يكون هو البيت ولكنى سمعت أمه بعد أن فتحت له  الباب ولم يمنعها الفرح بمجيئه أن تقول:" أنت جيت يا منيل يا موكوس"، فاطمئن قلبى.... فقال لها بعد أن أشار ناحيتى :"بلاش فضايح يا أما أنى معايا ضيف زميلى" ،فنظرت ناحيتى وأصرت على تحيتى  فأحضرت كوب لبن مغلى دافئ فشربته على عتبة البيت ،ثم  قالت له إكرامك واحترامك لزميلك ثم هم بالخروج من البيت بعد وضع الشنطة ليذهب معى للموقف..ولكنى أقسمت بالله العلي العظيم بأن يبقى فى البيت مع والدته، ثم أنصرفت أهرول باتجاه الموقف وحمدت الله أننى تخلصت من الحسينى وقلت فى نفسى:لو جاء معي الحسينى للموقف فسينتهى تصريح الإجازة لخمسة أيام فى مغامرات الحسينى ومشاكله وديونه مع أهل بورسعيد ...




Share To: