بحثاً عن أصل هذا المصطلح وتأريخ ظهوره
قرأت كل ما حصلت عليه، من كتب ودراسات وبحوث ومقالات، أكثر من مرة، بحثا عن أصل مصطلح (تعدد الأصوات) الملتبس وتأريخ ظهوره في المدون النقدية العربية، ولم أعثر على ذلك، حتى انتهائي من تأليف كتابي الأول (تعدد الرواة دراسات سردية في الرواية)، المكتوب لغرض تفكيك الالتباس، وتخليص المدونة النقدية العربية من ذلك المصطلح/ الخطأ الشائع، ولم يتوقف بحثي حتى بعد صدور كتابي أعلاه في أيلول 2016 عن مؤسسة دار الصادق الثقافية في مدينة الحلة.
قبل يومين أو ثلاثة، وأنا أتأمل (خمسة أصوات) عنوان رواية غائب طعمة فرمان، التي صدرت طبعتها الأولى عن دار الآداب اللبنانية سنة 1967، رأيت أن فرمان قد اختار الكتابة بهذه الطريقة، موضحا ذلك منذ عنوان روايته، وبعد صدور رواية (الصخب والعنف) لفوكنر مترجمة الى العربية من قبل جبرا ابراهيم جبرا سنة 1961، التي اعتبرت مؤسسة لهذا الجنس الروائي، وهي ليست كذلك تماما بالنسبة للرواية العربية، إذ صدرت في القاهرة رواية (الرجل الذي فقد ظله) لفتحي غانم سنة 1962، بعد وقت ليس كافيا للتأثر وللكتابة، اذا تجاهلنا مدة طباعة الرواية!!
الاستنتاج:
إذن، ثمة احتمالان، فيهما من التناقض مثل ما فيهما من التكامل، هما:
· كتب غائب (خمسة أصوات) بتلك الطريقة، وهو يوضح ذلك – بل يؤكده – منذ العنوان، بعد سماعه المصطلح من النقاد العرب، أو/ واطلاعه على (الصخب والعنف)، فوضع اختبارا لنفسه، وخاضه!!
· عنوان (خمسة أصوات) وطريقة كتابتها، اجترحا على النقاد مصطلح (رواية الأصوات)، فضلا عن الاطلاع على (الصخب والعنف).
وإذ أرجح – شخصيا – الاحتمال الأول، بعد سماعي هذا المصطلح لأول مرة من أستاذي الراحل، الروائي العراقي المبدع، هشام توفيق الركابي، سنة 1982، فإن استنتاجا آخر سيفرض نفسه، هو: وجود، بل شيوع، هذا المصلح، بين النقاد والروائيين، قبل ترجمة الراحل جميل نصيف التكريتي التكريتي لكتاب (قضايا الفن الإبداعي عن دوستويفسكي)، وصدوره سنة 1986.



Share To: