بعد انتظار طويل استجاب الله دعائهما، ورزقهما بطفل جميل، كان قدومه بداية حياة جديدة مليئة بالفرح والمسرات...وكانه اعاد خلقهما من جديد.
كانا يتناوبان على رعايته والاهتمام به ويحلمان بيوم دخوله المدرسة.. وحصوله على شهادة التخرج وتحقيق مكانة لائقة بالمجمتع...احلام كثيرة كانت تراودها في النوم واليقظة.
 وبسبب حبهما الشديد له كان ينام بغرفتها خاصة امه التي كانت ترفض الابتعاد عنه ولو للحظة. 
لما جاوز سنتين من عمره اصر والده على اعداد غرفة خاصة به،غير ان الام رفضت كالعادة وظلت متشبثتة برأيها.
استشاظ الوالد غضبا ووضعها أمام الامر الواقع.
مرة الأيام والأم تبيت ليلتها متنقلة بين غرفتها وغرفة طفلها 
وكأن احدا ما سيأتي لإختطافه.
اصبح الأب قلقا بسبب وضع الام الذي يزداد سوءا.
وبسبب تعبها الشديد ومعاناتها النفسية الناتجة عن فصل طفلها عنها غلبها النوم ذات ليلة؛ وبينما هي نائمة رات فيما يرى النائم أن طفلها جاء لإيقاظها وظنت ان مارأته حقيقة وليس حلما وفي آذانها تتردد كلماته المتقطعة:
ماما اريد ماء.
نهضت من فراشها مرعوبة لم تر طفلها، هرعت الى غرفته
كان يبدو نائما في هدوء ملا ئكي،انحنت برأسها تريد تقبيله
لكن دفء القبلة اندثر على برودة الخد الشاحب.
صرخت وسقطت مغشيا عليها.
في حضن زوجها استعادت وعيها على صوته وهو يردد
مابك حبيبتي اأنت تحلمين؟! اتريدين كوب ماء دفعته بشدة
متجهة إلى غرفة طفلها الوحيد وهي تصرخ ولدي ولدي
رفع ذراعيه لمعانقتها  مبتسما وهو يردد ماما  ماما اريد ان اشرب اريد ان اشرب.





Share To: