وَقَعَتْ مِنْ عَطَشِي سَحَابَةٌ
بَلَّلَتْ حُقُولَ الصّدى
وَتَنَاثَرَ عُطرُ السًّرابِ
فوقَ قِمَمِ اللَهِيبِ
في دروبي
أنا أقارِعُ أمواجَ الصَّليلِ
أعَارِكُ خِوَاءَ الظُّلمَةِ
وأتحدَّى ظُنُونَ العَرَاءِ
جَنَّدتُ قصيدتي مُهرَةً للضَّوءِ
وَجَعَلتُ مِنْ دَمِي سَحَابَةَ وَجْدٍ
وَزّعتُ ما لدى رُوحي مِنْ وردٍ
على شُرُفاتِ الفَجرِ
وَقُلتُ ليباسِ النَّدى لا تَغْتَرْ
ولا تَنكَمِشْ عَنِ الحَنِينِ
الوَجَعُ تَسَلَّلَ إلى الضُحكَةِ
النَّارُ تَغَلغَلَتْ في النَّسمَةِ
والخرابُ سَكَنَ الوَمِيضَ
والدَّربُ ارتحلَ عَنِ الجِهاتِ
الشَّجرُ أقلعَ عَنِ الغِناَءِ
والأرضُ فَقَدَتْ مَهَارَتَهَا في الدَّوَرَانِ
نَذَرتُ أمواجي للأشرِعَةِ
وَأعطَيتُ للمراكبِ العَنَاوِينَ
الخُبزُ أكلَ أصابعي
الأحرفُ عَضَّتْ حَنِيني
والسَّماءُ جَلَستْ فَوقَ نَبضي
فَتَّشتُ الوقتََ عن قامتي
وَجَدتُ إقامتي قَدْ طَالَتْ
في مَسَاكِنِ الغِيابِ
أشعَلتُ صدى انتظاري
وأنا أُرتّقُ نَوافذَ الأمنِياتِ .*
Post A Comment: