قلت لسيدة ما في الطريق
اقطفي الندى
من صهوة الصمت
فلو نضج أكثر
سيسقط في شراك الزهور
قلت لمشرد ، مهترئ الكبرياء والتسول
احُص خطاك على الأرض
واجمعها في محيطك المزدحم بالخراب
فقد تفقد رجلاً و أكثر
في القريب الجارح
ولا تجد خطوةً تخطوها نحو قمامتك العامرة
قلت لطائر ما قابلته على غصنٍ حزين
لا تتسلل من نافذة الربيع
وتنقر في أذنه
حتى تتساقط زهوره
وقطع القمح الفصيح
و فاكهة الشتاء الركيكة
وذاكرة الشجر
لأن الربيع حينها ، سيأكل الشتاء ذاكرته الرطبة
قلت لصديقتي
لا تحتالي
البن الرديء ، والخمرة الرديئة
بانشاد أحرف
ضاع مذاقها في حنجرة المغنين السُكارى
وقلت لأمي
حليبك كان رمادي الوجه والرائحة
لهذا انا
نمت في صدري عدة حمامات
مترددة اللون
بين البياض الجريء
والسواد الخجول
ولهذا اصطادتني بنادق الغجر القادمين من سهوب الفواجع الضمنية في محفظة الرب
قلت لحبيبتي
لا تٌرشي الوقت بالقبلات ، بل ارشي العتمة
ولا تنكزي نافذة المساء
فتتسلل خيول الجروح القديمة
وتدعسنا
بأرجلها التي تمتطي الغبار
وترمينا في أزقة الحرمان ، لنتبول لغتنا البكماء
و أطفالنا المحبوبين
وقلت لها
لا تدخلي اصبعك الصغير
في وكر الأفاعي
لكي لا تسرق من دمك اكسير السير فوق الجماجم الخضراء
فلو سارت الأفاعي برجلين اثنتين
لزادت أعداد البشرية
وارتفع سقف الكارثة
Post A Comment: