القصيدة التي شاركت بها في القرية الادبية، أمسية شعرية من الطراز العالي المنعقدة بالمركز الثقافي ببروكسيل ليوم 17.11.2017


*******************************
فتشوا عني في كل مصاحفهم
ليمنحوني
أساور من ذهب،
لأشرب نخب ولادتي
وأعزف عن مطاردة الجميلات..
لكني شقي ياسيدتي،
كالطفل الغارق في الخوف
كالعصفور الطائر بين الشجرات..
يكسر هذا الغصن
ويميل ذاك
ولا يفهم في السياسات..
إني ضرير يا سيدتي
لا أرى تلك المنكرات..
سياف الدولة يعرفني
وخازن المال
وعبيد المؤتمرات ..
لكن صمتي يحرسني.
ويقيني كل الثغرات..
فتشوا عني في كل مصاحفهم
مصاحف من خشب
مصاحف من ورق
مصاحف بريئة منها الديانات..
منحوني خاتم جدي
وسرواله الطويل عني
وقالوا: تعلم كيف تخرج
الزفرات ..
إني أسمع يا سيدتي
أحس بالأجنحة في بطون الأمهات
تصرخ ،من تلك الكلمات..
تحلم بنور ساطع
وأم سليمة من كل المعتقدات..
تحلم بماء نابع
وأب يرتل القرآن ليلا
ويبكي ،بكاء الارملات..
فتشوا عني في كل مصاحفهم
لم يدعوا حزبا إلا حطموه
ولا تأويلا ،
إلا غالط  التأويلات ..
وكنت أراهم يا سيدتي
على حصان  المتنبي قادمين
لا يفرقون بين ثيب أو قاصر
ولا بين فتيات ومرضعات..
يصفقون ل " هبل ومناة "
ويعجبون ل "عنترة "
يضربون الدفوف
يرفعون الكفوف
يدعون.. ويدعون
و تضيع الدعوات..
فتشوا عني في مصاحفهم
ليمنحوني سلام أمي
وطربوش أبي
وقلائد.. قيل إنها من ذهب..
لكني مطلوب يا سيدتي
فرأسي هدية
كرأس ذاك "أبي لهب "
مطلوب تحت التحقيق يوما
لأفسر أبيات شعري
وأموت في سكوت
كما مات قبلي ،كل من كتب.



Share To: