لقد عانيت من جلد الذات مرارا في عمرى،
أتعرف ما هو جلد الذات؟
هو محاسبة النفس على كل شيء،
محاسبتها على أخطائها جميعا حتى الأخطاء التى لم تقصد فعلها.
فتحاسب نفسك حتى لو من أمامك لم يعنى للأمر أهمية و لم يعاتبك.
و لكن أنت تقف بالسوط لتجلد روحك و تمزقها
و تعلن حرب لا نهاية لها على نفسك و تحكم عليها بالعذاب الأبدى، فلا ترحمها و لا تطلق سراحها ولو مرة
فأنت أيضا لا تحاسبها على أفعالها فحسب،
أنت تحاسبها على خيانة الآخرين لك بسبب وثوقك بهم
فتفقد الثقة بالآخرين و بنفسك.
فلا تحاسبها و تجلدها على حسن نواياك، فما أخطأَت لهذا.
أعطى كل ذي حقا حقه.
فالأولى من جلدك لذاتك أن تحتويها و تسامحها،
و أن تكون صادق معها.
فعندما تخطئ تتعاهد معها ألا تكرر أخطائك.
و لو كان هذا الخطأ من الآخرين فعاتب المخطئ ولا تقسو على نفسك.
فتحلى بالرحمة فهى أقوى من الحب، و لكن روحك و نفسك أولى بهذه الرحمة.
لأنك إن لم تتخلص من جلد ذاتك ستقحم نفسك فى كثير من الأمراض أبسطها الأرق و عدم الرضا عن النفس
و عدم الوثوق بنفسك، و هذا بعض مما يفعله جلد الذات
فأتركه و أرضى عن أفعالك جميعها لتكون إنسان رحيم بنفسك قبل أن ترحم غيرك.
وأترك السوط من يدك و بنفس اليد أربت على نفسك و إحتضنها فيصفو معها قلبك و الحياة.
Post A Comment: