سيدتي ...
حدث ما حدث
وصار ما صار
وافترقنا يا سيدتي
بين الريح
وتحت الأمطار
البرد يعصر قلبي
وداخل القلب ..
تشتعل النار
بين أمرين متناقضين
كالألغاز
وكالأسرار
وأنا ما بيدي حيلة
وما لدىّ أي اختيار
وكأني كالسجين
بين القضبان
والأسوار
وكأني في بحر
ما فيه غير الدوّامات
والدوار
أحببتك من كل قلبي
ومارست طقوس حبي
يا سيدتي ليل نهار
رسمتك في كل لوحاتي
وكتبتك في كل الأشعار
كتبت إسمك على كل جدران المدينة
صدقيني على كل جدار
ورسمت صورتك على أبواب البيوت
كالشموس وكالأقمار
أعلنت حبك لكل الناس
بكل تباهي
وكل افتخار
شكرت الدنيا والزمان
وشكرت جمال الأقدار
فوجئت بالأمس
تقولين الوداع
بإيجاز واختصار
وبكل تصميم
وكل إصرار
لم ألمح غي عينيك دمعة واحدة
ولا في شفتيك
كلمة اعتذار
أنا لم أخن حبك لحظة يا سيدتي
ولم أعزف في قلب غيرك
على الأوتار
لم أتمرّد على احتلال عشقك
ولم أكن يوماً
ثائراً من الثوار
ما عترت على أي شىء
وما سبحت في بحرك
ضد التيّار
فلماذا تكسرين قلبي
وتتركيني أعاني
تبعات الإنكسار
من أحزان وألام
تفرض على قلبي
الاحتلال والإستعمار
بعثرتي أمالي
على الأرصفة والطرقات
وعلى كل خطوات المشوار
الآن أنا أعيش يا سيدتي
في أخر لحظات الإحتضار
وأمنيتي الوحيدة قبل أن أموت
أن تخبريني
لماذا اتخذتي هذا القرار
***



Share To: