عندما كنا نعود من مدارسنا 
بعد الظهر ، أي في حوالي الساعة 
الواحدة إلا ربع تقريبا 
نأخذ قسطا من العراك 
محدثين 
ضجيجا
يطردوننا على أثره إلى خارج غرفة المعيشة فنتسلل من هناك الى حقائبنا المدرسية خفية
نخرخ منها  قطع الطباشير 
التي نرسم بها على بلاطات المنزل 
دبابات 
ومجنزرات عسكرية
نمتطيها وننتظر شقيقتنا الصغرى 
التي بالرغم  من عدم ثقتنا بها 
فإننا دائما ما نجعلها المسؤولة 
عن إعلان ساعة الصفر
لجميع 
صولاتنا 
التي نستهدف فيها أماكن منتخبة 
من المنزل ، لكونها تمتلك القدرة 
على رصد تحركات أفراد العائلة 
بمهارة فائقة الخباثة
وعندما تتأكد
من انقطاع الحركة 
وأن الجميع قد أوى
الى قيلولته
المعتادة
توميء لنا
بمنشفة الحمام الزرقاء
من نهاية الممر المطل على مخزن
المؤونة الذي سننطلق منه بعرباتنا 
الطباشيرية الآنفة الرسم ، والتي 
نسلك بواسطتها طرق ملتوية 
توصلنا
صوب 
المطبخ
الذي تستيقظ فيه جرذان البيت
والصراصر والعناكب مذعورة من
دوي ارتطام الصحون
التي نطلق منها وابل
كثيف صوب 
الثلاجة
والطباخ
والكاونتر
وأشياء
اخرى
وبعد أن نحقق جزء من أهدافنا 
المنتخبة ننسحب منتشرين في شعاب 
المنزل أمام صراخ والدتنا التي تعثر علينا 
مختبئين في مواضع حفرناها 
في
غرفة
النوم
وطقم
قنفات الأستقبال والحديقة 
استعدادا لمعارك لاحقة





Share To: