"""'''''""""""""""""
مهما جَرَعتَ المرَ بالكاسِ
لا تمشينَّ على هوى الناسِ

للناسِ أهواءٌ منوعةٌ
 كـ تنوعِ الأفكارِ بالراسِ

غَلَبتْ على الإنسانِ شِقوتُهُ
مِنِ تَبْعِهِ لسرابِ وسواسِ

يا لسعةً تسري بأوردتي
رفقاً فقدْ ألهبتِ إحساسي

بينٌ على بينٍ يُحاصرني
ضاقتْ بهِ في الصدرِ أنفاسي

قلبُ المُعَنَّىٰ يرتجي أملاً
ينسىٰ بهِ تعذيبَـهُ القاسي

تهمي على الخَدَيّنِ مِنْ ألمٍ
عينايَّ دمعاً بالنوى الآسي

نارٌ تلظتْ في الحشا زمناً
ووقُودُها أذنابُ خَناسِ

إمَّا تهزُ القلبَ نازلةٌ
فتضرُعٌ يُشفي الضَنىٰ القاسي

فالروحُ بعدَ صفائها تحيا
بتناغمٍ كـ رنينِ أجراسِ

أيوبُ والبلوىٰ تُدثرهُ 
لمُ يشكُ عبداً أيَّ إمساسِ

لكنْ لربِ الكونِ شكواهُ
صعدتْ فسكنتْ قدسَ أقدَاسِ

سهمٌ مٌنْ التفريقِ طاعننا
لما جفونا خيرَ نِبراسِ

كنعانُ ساحاتٌ مباركةٌ 
أمجادُها أوتادُ ورواسِ

ماذا؟ وما لعروبتي هرعتْ
تحت المدافعِ دونَ حُراسِ !!

فدناسةُ الصهيونِ تدخلُ في
أقصى الأباةِ الشامخِ الراسي

جُرحٌ بقِِبلةِ دينِنا الأولى
 ضمِدْ جراحَكَ أيها الناسي

عَرشٌ بباحتهِ تَوَسَدَهُ
مَلِكٌ نبيٌّ خيرُ سواسِ

والجنُ مأمورٌ بإمرتهِ 
فتحوا لهُ غلقاً بمِتراسِ

تستنزفُ التاريخَ ملحمةٌ
بخيانةٍ مِنْ غدرِ جَسَاسِ

هذي فلسطينُ التي باتتْ
عُمْرَاً طويلاً دونَ إيناسِ

في أرضها العذراءُ قدْ ولَدتْ
قمرا أضاءَ سوادَ أغلاسِ

أمُ المسيحِ الطهرُ آواها
رغمَ المكائدِ والهوى الخاسي

مَنْ يرمِ بالبهتانِ مظلوماً
يلقَ العليمَ بصكِ إفلاسِ

ظلمُ العبادِ جحيمهُ أفنى
جمعَ الظلومِ وكلَ طماسِ

لا تبكِ يا أقصى على ماضٍ
قد كنتَ فيهِ مقامَ قُداسِ

فإمامُنا بالرُسْلِ بكَ صلىٰ
وملائكُ اللهِ كأحراسِ

في ليلةِ الإسراءِ موطنُنا
مثلُ احتفالاتٍ بأعراسِ

عمرُ بنُ خطابٍ وصيتُهُ
فوقَ العلىٰ تاجٌ مِنَ الماسِ

هيَّ عُهدةٌ عُمُرِيةٌ المأوىٰ
شَرُفَتْ بها صفحاتُ كَراسي

سلْ خالداً ويزيدَ سلَ عُمَراّ
وأبا عُبيدةَ فوقَ أفراسِ

سلْ بطريركَ أهالي إيلياءٍ
عَنْ رَمْيَّةٍ من أيِّ أقواسِ 

وسلْ الكنائسَ والصليبَ أهَلْ
ديستْ كرامَتُهمْ بدَوَاسِ؟

كلا فـدينُ اللهِ لؤلؤةٌ
في كلِ قلبِ جَدِ حَسَاسِ

تستأنفُ الأيامُ دورتَها
حتى صلاحَ الدينِ ذي الباسِ

فجنودُهُ  عَرَبٌ وأكرادٌ
معْ تركمانِ لصدِ أدناسِ

إذْ مَزقَوا في بيتِ مقدِسِنا
أرتالَ أوروبا بأضراسِ

هَبَّ الفرنجةُ في البلادِ بهمٌ
ستونَ ألفاً أهلُ إخلاسِ

فتلاحمَ الجمعانُ فاصطرختٌ
فئةُ الخنا مِنْ جَزِ أمواسِ

وكأنَّ ضربَ سهامِنا مطرٌ
فوقَ الغزاةِ بغير مقياسِ

حطينُ ذي حطينُِ , ذكراها
أسفارُ فخرٍ عندَ دُراسِ

فمحتْ عزيمةُ جيشِنا فِرَقاً
عندَ اللقاءِ كـ محوِ مِكْنَاسِ

راياتُنا خفاقةٌ ورثتْ
نصراً فأضحى خيرَ نَفَاسِ

فتشامختْ هاماتُ أُمتِنا
مِنْ عدلِ وزانٍ وقياسِ

جُنَّ الصليبيونَ يومَئذٍ
مِنْ ضربِ أخماسٍ بأسداسِ

ستظلُ يا أقصى مدى الدنيا 
رغمَ العِدىٰ في قلبِ مياسِ

أبلغْ صلاحَ الدينِ عنْ بلدٍ
قدْ هدهُ بلفورُ بالفاسِ

يا قدسُ صُبي فوقهمْ حِمَمَاً
حرقاً لحوماتٍ وأكداسِ

هُزي بجذعِ الطُهرِ مُسقِطةً
عُهرَ العراةِ لينجوَ الكاسي

فالمسلمونَ بغيرةٍ تأبىٰ
 مسَ الحياءِ بفُحشِ مَسَاسِ

ضربُ الرصاصِ بمدفعٍ يُلقىٰ
والترسُ مصدودُ بأتراسِ 

مَنْ شَقَ قبلتَها صهاينةٌ
 كي يُطفئوا أضواءَ أقباسِ

لمَّا أسودُ العُربِ قدْ بُلِعَتْ
بعرينها مِنْ شهقةِ الحاسي

قلبُ الأسيرِ الآنَ يرجوكمْ
تحريرَهَ مِنْ شرِ أنجاسِ

بسجونِ إسرائيلَ فَلذَاتي
في قيدِ صهيونيِّ خَسَاسِ

آمالُهُ إغلاقُ أعيُنِِنَا
 عنْ صفقةِ الإقصاءِ بنُعُاسِ 

ما باتَ في الأشياخِ مِنْ حِِكَمٍ
بسجلهمْ أو طيِّ قُرطاسِ

كمْ ضاعَ جاهٌ في الُلجىٰ غرقاً
مثلُ العروبةِ وسطَ أغماسِ

فكأنُّ بينَ عرينِها ليثٌ
بالإسمِ لكنْ فعل نِسنَاسِ

بُستانُنا العربيُّ نخلتُهُ
يَبُسَتْ معَ الريحانِ والآسِ

للأرضِ عِرضٌ مُحْصَنٌ فيهِ
للمؤمنينَ مآبُ وَمَرَاسِ

إيَّاكِ يا أرضاً مقدَسةً
تشتاقُ أغصاني وأغراسي
"""""""""""""""""""



Share To: