منذُ نعومة أظافري وأنا أسمعُ الكثير يتحدثون عن تهميش المرأة الريفية ، وأكثرهم يطالبون بمساوأة الرجل مع المرأة ببعض الأشياء وهذه قضية مهمة لأننا نعلم بأن الكثير ينظر للمرأة بنظرة مُصغرة ويرى أنها ولدت للإنجاب والطبخ والنوم على السرير وجمع أعواد الحطب من الوديان.
خاصة المرأة الريفية التي تعاني الويل من جميع الإتجاهات نظراً لشحة مشاريع الدولة في المناطق الريفية، المرأة الريفية هي المرأة الوحيدة التي ستدخل الجنة دون حساب ودون عقاب.! لأنها تعيش حالات من الرُعب والتَعب طيلة حياتها، في الصباح تصحو عند نسائم السحر تشارك العصافير بالاُغنيات وتذهب لرعي المواشي ، تصطحب الشريم جوار محجشها ، تارة تستخدمه لجمع أعواد الحطب وتارة يساعدها على جمع الطعام للأبقار. !
تذهب صباحا مليئة بالنشاط والحيوية ووجها مليء بالنور ومع شدة حرارة الشمس تعود تمشيء ببطيء تجاه منزلها لا تستطيع لَف أقدامها والسبب كثافة المجهود التي تقوم به جوار الحقول، حتى وجهها يتلون إلى عدة الوان فيصبح مليء بالبُقع السوداء الذي يُسمى الكَلف ، تعود إلى منزلها وحرارة جسدها مرتفعة بشدة، وما إن تصل المنزل تبدأ بعملها الجديد فتقوم بِنقل الماء على رأسها من عدة مناطق بعيدة نظراً لعدم وجود مشاريع مياة في المناطق الريفية،
إن المرأة الريفية نقية كقطرة، لا تفقه بالسياسة ولا تتابع عالم الموضة، ما زالت على الفطرة إلى اللحظة وهذا ما يشفع لها ويجعلها قريبة لدخول الجنة بدون أي أسئلة، المرأة الريفية تبذل جهداً عظيماً بتربية أبناءها ولكم أن تنظروا حولكم وسترأون أن أغلب الشباب الذين يحصدون المراكز الأولى في المدارس والمعاهد والجامعات قادمون من الأرياف وهذا الشيء بفضل المرأة الريفية القديمة، هي مدرسة عظيمة دون أن ترتاد المدرسة لأن قديماً الفتيات الريفيات لا يكملن دراستهن في الجامعات إلا قلة قليلة والأغلبية يتوقفن عند نهاية الثانوية والبعض لا يكملن مرحلة الإعدادية، رغم أن الكثير يطالبون بمساواة المرأة مع الرجل ببعض الأشياء ، إلا أننا لم نرى منهم وقفة حرفية لمناقشة معاناة المرأة الريفية ولا أدري لماذا .
الريفيات ورغم كل شيء إلا أن هناك فتيات مليئات بالشغف وإثبات أنفسهن بجدارة، منهن قد أصبحن معلمات وبعضهن كاتبات قد أصدرن كُتب و روايات ومنهن قد سبقن بعض الرجال بعدة مراتب والغريب أن بعض الذين يطالبون بمساوأة الرجل مع المرأة ببعض الأشياء ما إن يعلموا أن هناك امرأة حصدت مُقابل تعبها وشغفها يبدأؤن بالحسد والغيرة ويشنون عليها حملة سخيفة ، وعندما أرى هذا الصنف الذي يشن حملة ضد أي فتاة والسبب لأنها ناجحة ، يجعلني أشك بأن حسدهم لا يتوقف عند هذا الشيء بل أنهم يحسدون المرأة على العادة الشهرية والوجع لحظة الولادة .
Post A Comment: