احببت امرأة عشوائية الملامح
تمشط شعرها باصابعها صباحا
وتاكل الكعك دون ان تغمره بالشاي
تكره المساحيق وتلون وجهها بالخجل
وتترك شفتيها على وزن قصيدة للمجنون
تنبت الكرز شتاءً وتعصر الخمر في اواخر الصيف
. انجبت عشرة فصول وارضعتها من لغتها كل يوم
حتى وُلدتُ انا.

احببت امرأة ارستقراطية
ترتدي تنورة قصيرة جدا وكعبا عاليا
تقشر الحب بأظافرها
وترتب العشق على ضفتي النهر
لا تعترف بطقوسي الصوفية
ولا بتراويد الحلاج للأنا الأخرى
آخر مرة تلوت عليها بيتا من قصيدة البوصيري
نعم سرى طيف من اهوى فأرقني
والحب يعترض اللذات بالألم
ضحكت حتى تفتقت ازرار قميصها الصغير
فطلع النهار على غفلة مني
الحب ليس هكذا يا رفيق
قالتها واشعلت سيجارا ضخما وملأت كأس نبيذ ابيضَ
وأسهمت في فراغ لا اراني فيه

احببت امرأة عادية جدا
ترتدي معطفا في الشتاء
وتخلعه قرب السرير
 لتمارس غواية النساء على الكلمات
تنفست بقربها قليلا
فتذكرت كيف يسقط المطر اول الشتاء
ويلتقي بالتراب للمرة الاولى
حينها أدركت ان قصيدتي خسرت نفسها
وتكسرت اوزانها على ايقاع أنفاسها
كأنها نص نثري لا وزن فيه
كهذا النص تماما

احببت امرأة تخاف الله جدا
تقول لي
احبك وليغفر الله لي 
قبلني
لعل الله يرحم عاشقين مثلنا
 لا مأوى لهما سوى الحبر
تشد مأزرها قبل ان تخرج عن السياق
وتربط شعرها بدعاء قديم
عندما عانقتها
قالت توضأ قبل ان يطلع الفجر
نحن على شفا حفرة من الحب
فأبعد شيطانك عني
اقول
نحن في ساعة لا صلاة فيها
تهرب مني وتختبئ خلف جملة معترضة
لا محل لها من الاعراب
_عفا الله عنك_





Share To: