لا تندم على حربِِ أَنْضَجَتْك !
لا تندم على حرب أَنْهكَتك ..مَخَّضَتْك..مَزَّقتك..ثم رمَّمَتك ..
...على وقتٍ مضى وأنت تصارع فيه ذاتك.. تُكابد فيه أوجاعك.. تُداري فيه محطاتك وتداوي فيه حُطام مَشَقّاتك ..
لا تندم على مَن حوّلك إلى رفات شخص مِلؤه الخيبة و في حَديثه الحسرة ،شخص مُفْرَغ من الأمل سئم من متاهات القدر، شخص أُبتُلِي بالضمير وعُوقِب بنكران البشر ..
ولربّما كان فجر المِنح لا يشرق إلا بعد ظلام دامس من المِحن !
فالحياة لا تقبل النجاة بسُكّر أو نغم بل تطمع دائما في تجرع واقع عِبْقُهُ الألم...
كأنَّ القوة في الحياة لا تُمنح إلا لمن يتعرض لصفعات القدر..والبقاء لا يكون إلا لمن يمسك راية فحواها دروس وحكم..
وما على الحياة إلا "الإستمرار" وما على الإنسان إلا التقبل ثم التجاوز المُكَلَل بالنسيان .. نسيان أنتجهُ الوعي وأدَّبَه الدهر..
نستقبل الأمور بوضوحها المُعلن ونتوقع ضبابها المباغت؟
فوضويتها وتماسكنا ..تعقدها وبساطتنا ..صلابتها ومرونتنا ..آلامها مقابل أمالنا ..
ويبقى التجاوز المغلف بالتحمل والصبر أقصر من التخبط الغير مسؤول بين ثنايا السخط والنكران ..
فلا تجعل الندم يتسللك ..فأنت حكيم بحروبك..ناضج بهزائمك..متمكن بانتصاراتك ..
محظوظ لأنك مُقاتلٌ اختارتهُ الحياة.. تصارع حروب استعْمَرها العجز و تحقق انتصارات مِلؤُهَا القوة ..
وستظل التجربة مقدسة كقدسية الأم التي تعاقب صغارها ولكنها تمنحهم دومََا أمومتها..
وأمومة التجربة هي "الحِكمة "
وما بعد حكمتك تبهرنا أفضليتك وانتقائيتك!
أفضليتك في نسختك الجديدة، الراضية ،الصامتة،القوية
وانتقائيتك في كونك أحد الجنود المنتصرين على كل تحديات الحياة..
فالله لا يمنح معاركه إلا لأقوى جنودهِ الذين خاضوا المحن بكل قوة وصلابة حتى باتوا علامة فارقة في أعين الجميع ويشار لهم بالبنان..نعم للحياة وكلا لليأس بكل عناوينه..
__________________
Post A Comment: