وإلى فرسان تشرين وابطاله مرة اخرى
وحدي وأرفس في مكاني حافيا
وقميص ذاتيّ فيّ أصبح باليا
عصرٌ من الطوفان يعجن جذوتي
بدمي لتحكي للزمان أحاجيا
بي خفقة أورت رماد سنينها
لتعيد نحو اللامكان مساريا
فأراقص الموتى بباب هواجسي
لأقيتُ قنديلَ البكاء بكائيا
وألفُّ خيباتي بثوب طفولتي
وبشمع آهاتي أضيء مكانيا
وشواهدي شبحٌ تعرّى أمسه
وبأمسه دفن الربيع الزاهيا
عريان من حلم تلبّسه المتى
ومتى أقامت للصّراخ سواقيا
والماء حولي يرتدي قمصانه
نخلي وينشره إليّ مباهيا
والأرض ودّعت التراب وحزنها
أغوى ملائكة السما وهدانيا
والليل يكسر مهرجان جنوحه
وبحجم لاءاتي أخطّ معانيا
والرمل يبكي خطوة الوجع التي
مرّت وألقت للوجوه ردائيا
وحكى لذاكرة النحيبِ بدمعة
كانت وكان لها العويل الناعيا
سقطت على جرف التنهّد من فمي
عبراتُ مكتهل توسّد ناريا
الموطن المذبوح يذبح نفسه
ويبيعُ قانون الحياة ورائيا
غيماته جفلت وطاردها الصدى
وتخيرت موتاً يدسّ أفاعيا
والميتون على كراسي موتهم
يتناكحون ويكشفون الخافيا
يتزاوجون ويلعنون وجودهم
ويجردون إلى الذنوب دواهيا
باعوا الروافد واستباحوا ماءها
وغدا مداها في المدى متداعيا
مأوى دروب الوقت فيه تكسرت
صور المنافي واستحلْنَ منافيا
أسندت للاشيء ظهري فاحتمى
ظهري بظهري فارتميت مناديا
يا أينَ أحبابي طوتهم غربة
وغدا بهم قلق المسافة شاكيا
يا أينهم إني انتظرت سرابهم
من أن يعود إلى الصحارى ماشيا
ويرشّ حنّاء الزمان على الربى
كي لا يظلّ ثرى المجاعة خاويا
وبجمر منفى الروح يشتعل المدى
ويصوغ أحداث الزمان قوافيا
هذي جداول ذكرياتي غادرت
عني وصرت من المباهج خاليا
أنا ما كفرت بنعمتي ودهستها
لكنما باع اللصوصُ بلاديا
وتوارثَ الشذّاذُ بيت نبوءتي
إذ وزّعوه كما يُراد أضاحيا
الهادرون على الفراغ جيوشهم
تحمي لكلّ مزوّرٍ ومداجيا
والقادمون تكفنوا بثيابهم
ستهزّ في صوت الإباء أعاليا
أتنفس الأوجاع من رئةِ الأسى
فتمدّني بشذى الحنين سمائيا
جسدي يمدّ إلى الهموم بكفّه
وأنا بأوهامي أعيش مُغاليا
أسعى إلى ذاتي أجرجر خطوتي
كي لا أعود إلى مساري ثانيا
أنا طائر الفينيق مهما حاولوا
قتلي سأرجع من رمادي غازيا
وتعيدني كفّ الإله كما أنا
وطناً سماوي المدارك ساجيا
ستعيدني روح الملائك وحدها
للأمس أخلع ثوب حزني الداجيا
سأعود في نهر الفرات مدللا
وتمدّ دجلة بالمياه مغانيا
الصبح آتٍ والمنافي تنتهي
وستحتفي بالمورقات دياريا
سأعيد لحن الهور من عليائه
وبثغر كاوا سوف يصدحُ عاليا
سيعود للبلوط رقص ثرائه
وتطل كردستان من أبراجيا
أنا عائد وسأستعدّ لثورة
كبرى وأفترس الدخيل الطاغيا
إني عراق الله وحدي أمة
سأحشد الدنيا لأرقى ساميا
إني أنا اخترت الطريق لعودتي
لغد ولست أظل أرفس حافيا
***
Post A Comment: