دائما ما أقف كثيرا و أتأمل في الأمثال في القرآن الكريم عندما يضرب الله سبحانه وتعالى مثلا للناس يذكر سبحانه بعض مخلوقاته في هذه الأمثال للبشر لعلهم يفقهوا و يتدبروا و من هذه المخلوقات الباعوضة و العنكبوت و الذباب.
و بصفة خاصة أقف أمام تلك الآية الكريمة في سورة الحج : ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ ﴾.
فذكر الله عز و جل هنا الذباب ...لماذا الذباب بالتحديد ؟
و هي حشرة كثيرا ما نراها بصفة يوميه و قد نشمئز منها و نستحقرها
ولكن لو نظرنا نظرة تشريحية و تفصيلية لاندهشنا من عظمة و دقة تفاصيلها ..
الذبابة تحت المجهر :
**الذبابة حشرة ذات أجنحة شفافة، من رتبة ذوات الجناحين ويوجد منها ما يقرب (100) ألف نوع من الذباب حول العالم وكل نوع يحمل بكتريا أو فيروسات ممرضة إلى درجة قاتلة، ومختلفة عن الأخرى و له قدرة عجيبة على التكاثر، ففي خلال فصل واحد، ومن ذبابة واحدة ونسلها ينتج لدينا 25 مليون ذبابة ,كما أن الذبابة الواحدة تضع مابين 100-150 بيضة في المرة الواحدة، وتقوم بوضع البيض من 4 : 5 مرات على مدى حياتها التي تكون 3-4 أسابيع, وكلما إزدادت الحرارة كلما زاد عدد البيض .
**جسم الذبابة يتكون من ثلاث أجزاء وهي رأس وصدر وبطن، ويتكون جدار جسمها من ثلاثة طبقات يغطيه شعر ناعم ،ويكون لون جسمها إما أسود أو رمادي أو بني أوأصفر وهناك الذباب الأزرق والأخضر اللامع ,ويوجد للذبابة زوج من العيون بحجم كبير تغطي أغلب الرأس وتتكون عين الذبابة المنزلية من 6000بنية عينية سداسية يطلق عليها اسم " العوينات "، تأخذ كل من هذه العوينات منحى مختلفاً إلى الأمام أو الخلف، في الوسط ،فوق وعلى جميع الجوانب، يمكن أن ترى الذبابة كل ما حولها من جميع الجهات، بتغير آخر، يمكن أن تشعر بكل شيء في حقل رؤيا زاويته 360 درجة،وتتصل ثمانية أعصاب مستقبلية للضوء بكل واحدة من هذه العوينات، وبهذا يكون مجموع الخلايا الحساسة في العين حوالي 48000 خلية يمكنها أن تعالج 100صورة في الثانية .
**يوجد للذبابة أنبوب ماص متسع من طرفه يشبه المكنسة الكهربائية تستخدمه في تناول غذائها من خلال فرز إنزيم خاص يقوم بتحليل الغذاء ويحوله إلى سائل حتى يسهل إمتصاصه عن طريق الإنبوب ، وذلك بعكس الإنسان في عملية الهضم.
فهل يستطيع أي مخلوق أن يخلق مثل هذه الحشرة الصغيرة بهذة الدقة المتناهية و هذا الخلق البديع!!
و أختم هذا التأمل بهذه الآية الكريمة من سورة لقمان ..﴿ هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾
Post A Comment: