عرفت أن الأشواق آله تبث الروح في الذكرى وتتجسد الخيالات… 
وتتبلور الصور، وتتمثل المعجزات في صور الأحبة… 
كل هذه الأحداث الخيالية الطبع والسرابية الصورة لا تحدث إلا عندما يبلغ الشوق منتهاه ، وتتأجج الذكريات كبركان من حمم الشوق ..
تفلح مرارا وتكرار في اذابة المشتاق روحاً لا جسدا …..

رأيتها اليوم ..! 

نعم ، رأيتها على طريق الحب منتظرة… وقفتُ في ذهول أبدي ..!
كيف لها أن تقف أمامي في مثل هذا الوقت ..؟ 
أنا أعلم أنها محبوسة خلف ألف سور و سور...
ومحاطة بألف سجان ...
كيف ؟؟؟
كيف تقف أمامي ؟؟
ما الذي يحدث يا إلهي… ؟؟

هل هو النوم ..؟؟ نعم ، نعم أظنه النوم يحكم قبضته على أجفاني بصرامة ..
لا ليس النوم ؛ فقلبي نائم منذ ولدتُ قبل ألف عام من الصمت ..!
وما استيقظت إلا بقبلة أولى ارتشفتُها من عذب برائتها عند أول لقاء… 
وهاهو قلبي مستيقظ منذ تلك اللحظة ..!
أذاً هل هو الشوق ؟  نعم ، أنه الشوق…
وفي حالتي لم يعد شوقا أصبح طوفاناً من المشاعر الجارفة.. والحنين المجنون إليها .. 
نعم ، فأصبحت أدرك الآن لماذا أراها أمامي ..!
لماذا تتجسد أمامي في كل مكان
طيفها الدافئ… يعانق مخيلتي… 
فابتسم في خضوع… واستسلام لخيالها اللذيذ 
أبتسم تارة وأضحك أخرى… 
وأنا الذي أصبحت مهووسا بها… 
كنت في الماضي أمسك يدها وأسير معها في هذا الطريق الذي لطالما شهد أولى خطواتنا في الحب… 
لطالما تبادلنا الأحاديث الغريبة والمضحكة ....
والغزل الجميل… 
وأحيانا كنت اداعبها بطرفة  .. ..
وبعدها كنت اغضب حد الاحتراق حينما تطلق العنان لضحكتها الممزوجة. بالعسل… 
أغار عليها .. 
كثيراً ما كنت أقول لها وا
أنا عابس أن ضحكتك ملك لي وحدي… ومحرمة على الآخرين. . ..
وفي تلك اللحظة تنظر إلي بطفولية وتقول :نعم 
رباه… لكم تغريني ،،نعم ،،الخاصة بها. . فتثير كل خلايا جسدي شوقاً لامتلاكها من دون حدود . ....
ويستمر الحديث بيننا طويلا ..ونحن نسير في طريق الحب كما اسمته هي ذات مرة… 
أتذكر جيداً كم قالت لي : أحبك في حياء أنثى فاتنة… 
وكم رددت عليها بحبك أكثر عمقاً وشوقاً… 
لطالما تشاجرنا كثيرا وكان محور شجارنا الوحيد من منا يحب الآخر أكثر… 
ونتفق في النهاية على انني أنا من أحبها أكثر ..
اتعلمون لماذا ؟//
لانها لا تحب أن تخالفني في اي رأي 
مع علمي انها تحبني كما لم تحب امرأة رجل في هذا العالم .   
ونواصل مشوارنا في هذا الطريق .  
لطالما اضحكتني كثيرا حين تنظر إلي بغضب … كلما رأتني أحدث أي طفلة مارة أمامنا 
وتقول: تبا لك لماذا تتحدث معهن ؟!
هي لا تدرك كم تكون شهية… في تلك اللحظة… 
واتمنى أن اتناول من شفتيها ارقى انواع الحلوى ..حلوى التوت الأحمر.   
ونستمر في السير على طريق الحب… 
تتعثر فأمسكها… وتهم بالركض إلى مجموعة من الأطفال لتلعب معهم فأوقفها     
ترى دكانا صغيراً فتلح عليّ أن اشتري لها أي شيء … 
و استسلم في النهاية لرغبتها. ..وأفرغ كل محتويات جيبي في يد صاحب الدكان… 
لاعطيها كل ما تريد واعوضها بذلك عن طفولتها التي حرمت منها .  
وفجأه تراها تبتسم لي واعرف وقتها أنها قد تعبت من المشي ،،،فنبحث عن مكان للجلوس 
ولا أجد مكانا مناسبا إلا ذلك المرتفع عن الأرض قليلا… أرض ترابية وخزان أبيض كبير… 
مكان جميل بعيد عن الناس لطالما استطعت أن استرق فيه قبلة أو اثنتين ...
وما الذهن من قبلتين مسروقتين.   
أهم بالذهاب… وأقف فتنظر إلي بشقاوة وترفض الذهاب معي… 
فجلس بجانبها وأحاول جاهدا إقناعها بأن تنهض… لنعاود المسير… 
ولكنها تطلب مني البقاء قليلاً ….
وحين أمثل عليها الغضب… 
تقتنع وتنهض خوفا علي لا مني… 
فكم تحب أن تراني خالياً من أي ضيق ..
فتاة فدائية تعشق رؤيتي سعيداً وتبذل في سبيل ذلك حياتها… 
ولكنني ابتسم وقتها وامسك يدها ونعاود السير أصمت قليلا فتسألني لماذا أنا صامت ؟؟؟
فأنظر إليها وأباغتها بطريقة مضحكة… 
فتضحك مجددا بصوت مرتفع وقتها اسكتها بقبلة على شفتيها؛ فتصمت وتغمض عينيها بخجل ..وأشعر باستسلامها لي… 
لا أعلم كم تستمر قبلتي لها في كل مرة امنعها من الضحك ،،،
لا أدري بالعيش معها ذا بعد آخر…  
وقت لا يقاس بأي مقياس… 
لا أعلم ماذا يحدث لي في كل مرة اصل فيها الى موقف الباص الذي تستقله هي… 
فلطالما سألتني لماذا يمر الوقت معك سريعا 
لماذا ؟؟؟
حين تكون معي أراها مضيئة… مشتعلة فاتنه ...
لكن قلبي ينهار في كل مرة أراها تعاود الإنطفاء فيه ؛ لكي تعود إلى منزلها هادئة ساكنه… فلا يلاحظ أحدهم أن قلبها أستيقظ فيهم بإطفائه… 
أتألم في كل مرة تترك يدي يدها لتستقل الباص ..وروحها تظل معي ..
وعينيها معلقه بي ،،،
ولكنني رغم ذلك ابتسم واعدها بأننا سنعاود السير غدا ؛ فتبتسم لي وتودعني ...
وتظل تنظر إليّ من الشباك حتى تغيب 
جسدها وروحها لم تغب عني يوماً…..

اليوم حين رأيتها واقفة أمام ذلك الخزان الأبيض مرتدية بجامتها الوردية التي تصل إلى ركبتيها .. وشعرها الأسود الذي يصل إلى اكتافها.. اقتربت منها قليلاً.. وامسكت يدها؛لأنعم بالوصال… .



Share To: